يستعد متطوعو كأس آسيا 2023 في قطر لانطلاق النسخة الـ 18 من البطولة الأكثر أهمية في القارة، مع مشاركة ما يقارب 6 آلاف متطوع لتقديم الدعم لمجموعة واسعة من المهام تشمل 20 مجالاً في العمليات التشغيلية للبطولة.
ويتميز فريق متطوعي كأس آسيا 2023 بالتنوع والشمولية حيث يمثل المتطوعون 107 جنسيات، فيما تتراوح أعمارهم بين 18 و72 سنة.
ويتمتع عدد كبير من أعضاء الفريق بخبرات واسعة مكتسبة من خلال مشاركتهم في فعاليات وبطولات رياضية كبرى استضافتها قطر سابقاً، فيما يخوض 5% منهم أولى تجاربهم في العمل التطوعي في الحدث الرياضي المرتقب.
وأكدت رشا القرني، المدير التنفيذي للشؤون الإدارية والقوى العاملة في اللجنة المحلية المنظمة لكأس آسيا 2023، في تصريحات صحفية، على الدور الحيوي للمتطوعين في دعم العمليات التشغيلية للبطولة الآسيوية التي تستضيفها قطر في يناير المقبل، كما نوّهت بحرص اللجنة المحلية المنظمة على الاحتفاء بالجوانب الإنسانية لدى فرق العمل، وأهمية دعم المتطوعين والموظفين، الذين تقع على عاتقهم مسؤولية صُنع الفارق وتقديم تجارب رائعة للمشجعين واللاعبين على حد سواء.
وقالت القرني «يشكل المتطوعون القلب النابض الذي يدعم العمليات التشغيلية للبطولة، ونفخر بثقافة التطوع المتنامية في قطر التي تشهد إقبالاً متزايداً من كافة فئات المجتمع، والتي تمثل جانباً هاماً من الإرث الذي تشكّل عبر استضافة البطولات الرياضية الكبرى على مدى السنوات الماضية».
من جانبه، أعرب المتطوع القطري عبد المحسن اليافعي عن فخره بعودته مرة ثانية لخوض تجربة التطوع في كأس آسيا، حيث سبق له التطوع في نسخة العام 2011 من البطولة التي انطلقت أيضاً على أرض قطر.
وقال اليافعي، الذي أصبح يمثل وجهاً معروفاً في مشهد العمل التطوعي في قطر منذ عام 2000 «اعتدت منذ طفولتي على الانضمام لبرامج ومبادرات العمل التطوعي التي تحتل مكانة خاصة لدي، لأن التطوع يشكل بالنسبة لي فرصة لرد الجميل لبلدي، وبغض النظر عن طبيعة المهام التي سنقوم بها في البطولة المقبلة، نسعى جميعاً للمشاركة الفعالة وأن نكون جزءاً من نجاح الفعاليات والبطولات الكبرى، ونعتز بتقديم الدعم لدولتنا في استضافة هذا الحدث الرياضي المرموق».
وقالت اللجنة المنظمة في بيان صحفي «تلقى برنامج التطوع في كأس آسيا قطر، ما يقارب 50 ألف طلب منذ فتح باب التسجيل في البرنامج في 5 أكتوبر الماضي، فيما ساهم متطوعون سابقون من بينهم البريطاني أولو فامويوا»، في إجراء أكثر من 850 مقابلة في مركز التطوع الكائن في استاد لوسيل.
وقال فامويوا، الذي يُقيم في قطر منذ 15 عاماً، وسبق له الالتحاق بفريق متطوعي كأس العالم 2022 في قطر «أرى التطوع مرادفاً لشعور كبير بالانتماء كما شاهدنا في كأس العالم 2022، حيث ضم فريق التطوع أشخاصاً من خلفيات ثقافية متنوعة، إلا أننا تمكّنا من إنجاز مهامنا وتقديم الدعم المطلوب بروح العائلة الواحدة، ما زالت ذكريات مونديال قطر 2022 حاضرة في أذهاننا، ويسعدنا أن نثبت للعالم مرة أخرى أن قطر جاهزة لاستضافة مبهرة أخرى في كأس آسيا».
أما سماح أبوسنينة، وهي متطوعة نشطة منذ عام 2018، فأشارت إلى أن العمل التطوعي أتاح لها ولغيرها من السيدات فرصة لا تُعوض للمشاركة في بطولات عالمية.
وأضافت أبوسنينة، وهي إحدى مشجعات منتخب النشامى الأردني «بدأت رحلتي في مجال التطوع منذ سنوات ما أتاح لي ولكثير من السيدات الفرصة لإظهار مهاراتنا وإثبات جدارتنا وقدرتنا على صُنع الفارق في عالم الرياضة».
يُشار إلى أن المشاركة الواسعة لأكثر من 35 ألف متطوع في الفعاليات والبطولات الرياضية الكبرى التي استضافتها قطر على مدى الأعوام السابقة، يقدم صورة واضحة عن نمو ثقافة العمل التطوعي في قطر التي تشهد انتشاراً متزايداً وتستقطب مشاركين من مختلف فئات المجتمع.
وتستعد قطر لاستضافة كأس آسيا قطر 2023 للمرة الثالثة في تاريخها، مسجلة بذلك رقماً قياسياً في عدد مرات استضافتها للبطولة القارية، حيث سبق لها تنظيم نسختي 1988 و.2011
ومن المقرر أن يتنافس أربعة وعشرون منتخباً من أفضل الفرق في قارة آسيا على لقب البطولة.
وستقام مباريات البطولة البالغ عددها 51 مباراة على تسع استادات خلال الفترة من 12 يناير إلى 10 فبراير 2024.