افتتح الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مساعد الزامل أمس الأول معرض «صمود غزة» بالمرسم الحر، بمشاركة 40 فنانا من خلال أعمالهم الفنية التي تعكس معاناة وصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة معركة طمس الهوية الفلسطينية.
كما حظي المعرض بحضور دبلوماسي بمشاركة السفير الفلسطيني لدى البلاد رامي طهبوب، وسفيري الأردن وباكستان، والقائم بأعمال السفارة اللبنانية، والملحق الثقافي المصري، إلى جانب جمهور المعرض من جنسيات متعددة.
دقيقة حداد
ووقف الجميع دقيقة حداد على شهداء فلسطين الأبية، وأيضا على روح الفنان التشكيلي عبدالعزيز آرتي، وأوضح الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مساعد الزامل في كلمته: «انه تردد في إلغاء المعرض لخبر وفاة عبدالعزيز آرتي، ولكنه ارتأى أن الفنان الراحل باق بفنه ويريد للفن الاستمرار وعدم التوقف، ولذلك كان من الضروري انطلاق المعرض في موعده المحدد لإطلاق رسالته التوعوية للعالم حول صمود غزة وهويتها الثقافية غير القابلة للطمس مهما حاولت قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم غير ذلك، ولذلك فإن معرض صمود غزة هو كلمة الفنانين التي تتسم مع الموقف الحكومي والشعبي بالكويت في مناصرة القضية الفلسطينية، وهو انعكاس لدور الفن في نشر الحب والسلام والإنسانية ومجابهة العنف والدمار والعدوانية».
من ناحيته، ذكر السفير الفلسطيني لدى الكويت رامي طهبوب: «ان القوى الناعمة للفنون ذات تأثير كبير وواضح في مواجهة الأسلحة النارية والإعلامية التي تشنها إسرائيل والكيان الصهيوني، لذلك أشكر هذا الجهد الرائع من الفنانين بالكويت الذي يوجهون رسائلهم للعالم من خلال لوحات معبرة جدا عن واقع ومأساة وصمود غزة في وجه الاحتلال، فالثقافة والفنون والإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي جميعها أسلحة مؤثرة وفاعلة في معركتنا ضد الاحتلال، لذلك فقد انتصرنا إعلاميا من خلال القوى الناعمة الداعمة للقضية الفلسطينية في إبراز الوجه القبيح والوحشي للعدو الصهيوني».
وأفاد القائم بأعمال السفارة اللبنانية في الكويت أحمد عرفة: «حجم الألم الذي نشعر به تجاه إخواننا في غزة لا يمكن وصفه، وقد عبرت اللوحات المعروضة في المعرض عن كثير من هذا الألم، وفرغ خلالها الفنانون المشاركون إبداعاتهم ومشاعرهم حول الواقع والصمود الفلسطيني، ولذلك فقد تعبر اللوحة عن آلاف الكلمات التي لا يمكن وصفها، وهو دور الفنون والإبداع الذي يخاطب العالم دون أن تقف اللغة حاجزا في ذلك، وهي معركة وعي وثقافة لنقل الصورة الصحيحة إلى العالم حول معاناة الشعب الفلسطيني منذ عام 1948، وكيف زيف الاحتلال هذه الصورة وروجها معكوسة ومغلوطة على مدى 75 عاما».
تجار السلاح
من جانبها، قالت الفنانة التشكيلية ثريا البقصمي: «إن الفنان يتفاعل مع القضايا من حوله محلية أو عالمية، ويعبر عنها بوسيلته الفنية، سواء من خلال لوحة أو عمل موسيقي أو درامي، ومن جانبي قدمت لوحة تعبر عن العلم الفلسطيني من خلال فاكهة البطيخ التي تحمل ألوان العلم الذي يحرم الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين من رفعه، فلجأوا إلى التعبير عن علمهم بهذه الفاكهة، وفي اللوحة طفل يبكي وسط الأشلاء والأطلال بشكل سريالي، وذلك لأن الطفل هو أكثر من يعاني في تلك الأزمة، وشعوري بالطفل نابع من تجربتي الشخصية حين عاصرت الحرب في بيروت بالخمسينيات، ومن بعدها الغزو العراقي على الكويت، فالحرب ساحة تجار السلاح في العالم لترويج بضائعهم».
وحول مشاركتها في المعرض، ذكرت الفنانة ابتسام العصفور: «أقدم لوحة فنية بعنوان زهر البيلسان، وهو مستوحى من أغنية الفنانة فيروز التي كتبها الشاعر طلال الحيدر، وتتناول الأغنية واللوحة أيضا 3 شباب راحوا ضحية الاحتلال الإسرائيلي، وكانوا عراقيا وفلسطينيا وسوريا، اعتادوا الدخول إلى الغابة المجاورة لمنزل الشاعر طلال الحيدر وكان يتبادل معهم الحديث، وفي أحد الأيام دخلوا الغابة ولم يخرجوا منها، حيث قتلتهم قوات الاحتلال، ما أحزن الشاعر وأنشد فيهم قصيدته المعروفة، وشعرت جدا بمعنى الأغنية وأحببت تقديمها في لوحة لأعبر فيها عن قدرة الفنان على خوض المعارك كأحد الجنود المسلحين ولكن سلاحه هو الريشة والألوان».
منطق القوة
وأكد التشكيلي د. وليد سراب: «أشارك في المعرض من خلال لوحة (لم تعد حجارة)، التي تعكس منطق القوة والتحول في وسائل الدفاع عن النفس في الأراضي الفلسطينية المحتلة أو الحجارة أصبحت غير فاعلة في حرب الصواريخ والقذائف والمدافع، ولذلك فإنه لم يعد يليق الدفاع عن القضية سوى بالقوة المماثلة، لأن الحق الفلسطيني أقوى من أن يصير ضحية خاسرة، بل يجب أن يتم استرداده بقسوة وشدة في وجه المجازر والإبادة التي تقودها قوات الاحتلال، وأؤكد قوة الفن في هذه المعركة، فهي قوة ضاربة وسلاح فعال جدا ورسالة للعالم أجمع».
وأشارت الفنانة شريفة دشتي إلى أنها شاركت في المعرض من خلال لوحة تصور الباب التراثي للبيوت الكويتية القديمة، وهو مستوحى من ديوان ملا صالح الملا، مع دمجه مع رمز المسجد الأقصى وهو قبلة المسجد، لتعكس اللوحة حجم الارتباط الكبير بين الكويت وفلسطين، وتحمل اللوحة اسم «تاج الخليج» إشارة إلى أن المسجد الأقصى سيظل دوما تاجا فوق الرؤوس، مؤكدة أن الفن لغة عالمية لا تحتاج إلى شرح، فاللوحة تحمل آلاف الكلمات والمشاعر الصادقة، ولذلك تستطيع الوصول والتأثير بشكل فعال.