بعيد انتهاء إجازة نهاية الأسبوع والهدنة المبرمة مع الكيان الصهيوني، فإن مسألة تناول القتلى والضحايا والعدوان المتكرر على قطاع غزة، التي تشير بعض المصادر إلى تزايد عددهم يوميا من صغار وكبار وأطفال ورضع وشيوخ ونساء إلى المئات وكأنهم صاروا مجرد أرقام، أضحت قضية باردة لم يعد تناولها شيئا من (الترند) أو الموضة ولا بات حديث الساعة كما كان.
كنت قد حذرت من هذا السلوك سابقاً وفي عدد من المواضع، ورغم تدخل خوارزميات بعض المنصات في المسألة، فإنني سبق أن بينت أنه وجب ألا يتم التعامل مع «طوفان الأقصى» بأن يؤخذ كحادثة منفصلة دون النظر الى السياق الكامل لتاريخ القضية الفلسطينية، كما أن لـ«الطوفان» محاسن وأموراً إيجابية عديدة لعل أبرزها الأبعاد الإعلامية على الشارع الغربي، وسقوط أقنعة الإنسانية، ولكن له أبعاد تؤثر سلبا كذلك على الحق الفلسطيني كالبرود في التعامل مع القضية على المستوى الإعلامي والاعتياد على مناظر الدماء والضحايا هذه الأيام من البعض.
كما قد لاحظت شخصيا تصدّر بعض الشخصيات التي أحبت أن «تركب الموجة» فقط لا أكثر قياسا بسكوتها الآن المطبق إزاء المجازر المتكررة في حق إخواننا الفلسطينيين.
لعل من أبرز إيجابيات (الطوفان) كذلك أنه أعاد القضية الفلسطينية كقضية محورية في أنفس الكثيرين وقلوبهم، ولكن يجب أن نعلم أن تلك القضية ليست (هبّة) ولا (ترند) يختفي مع الأيام والسلام ختام، بل ما زالت المجازر تقام في حق الغزاويين وما زالت الأرواح تزهق دون رحمة.