أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم، أنه اعترض صاروخ «سطح - سطح»، يُعتقد أنه تم إطلاقه من اليمن، فوق البحر الأحمر، باستخدام نظام الدفاع الجوي طويل المدى (أرو).

وأسفر الحادث عن إطلاق صافرات الإنذار، في مدينة إيلات أقصى جنوب البلاد، غير أن الجيش الإسرائيلي قال إن الصاروخ لم يدخل المجال الجوي الإسرائيلي، حسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

Ad

وأضاف الجيش الإسرائيلي أن «الهدف لم يعبّر الأراضي الإسرائيلية، ولم يشكّل تهديدا على المدنيين، وتم إطلاق صافرات الإنذار وفق البروتوكول».

يُشار إلى أن إسرائيل اعترضت بالفعل صواريخ «سطح - سطح» في منطقة البحر الأحمر، في نهاية أكتوبر ونوفمبر الماضيين. ويمكن أن يدمر نظام الدفاع الجوي الصاروخي «أرو» صواريخ على ارتفاع أكثر من مئة كيلومتر، خارج الغلاف الجوي، في بداية المجال بضربة مباشرة.

جاء ذلك، فيما قال الجيش الأميركي أنه اسقط مسيرة في البحر الأحمر.

وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، قالت اليوم، إنها تلقت تقارير عن واقعة تتعلق بما يشتبه أنها طائرة مسيّرة غرب ميناء الحديدة في اليمن، وطلبت من السفن العابرة للمنطقة توخّي الحذر.

كما ذكرت شركة آمبري البريطانية للأمن البحري أنها علمت اليوم بواقعة تتعلّق بطائرة مسيّرة في المنطقة نفسها، مضيفة أنها تحقق في الأمر.

وتأتي الواقعة المذكورة بعد سلسلة من الهجمات في مياه منطقة الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و»حماس». وقال الجيش الأميركي الأحد إن 3 سفن تجارية تعرّضت لهجوم في جنوب البحر الأحمر.

وأعلنت حركة الحوثي في اليمن مسؤوليتها عن هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ على سفينتين إسرائيليتين في المنطقة.

الى ذلك، تعرّضت قاعدة عين الأسد العسكرية التي تضمّ قوات أميركية وقوات في التحالف الدولي بالأنبار، غرب العراق، لهجوم بـ «طائرة مسيّرة»، وأفاد مسؤول أمني عراقي بأنه «لم تسجل إصابات أو أضرار».

وتبنّت «المقاومة الإسلامية في العراق» التي تضمّ فصائل مرتبطة بالحشد الشعبي، هذا الهجوم. وكانت قد تبنّت كذلك معظم الهجمات التي شنّت ضد القوات الأميركية في العراق وسورية منذ أسابيع.

ورداً على تلك الهجمات، شنّت واشنطن عدة ضربات في العراق وسورية على مقاتلين في فصائل متحالفة مع إيران.

إلى ذلك، عدد الباحث الإيراني، آرش رئيسي نجاد، في مقال بمجلة فورين بوليسي، 7 أسباب دفعت إيران إلى تجنّب دخول حرب مع إسرائيل، وهذه الأسباب هي:

أولا: لا تستطيع إيران حشد المجتمع للانخراط في حرب جديدة كما فعلت خلال الحرب مع العراق في الثمانينيات، إذ انخفض دعم المجتمع للنظام السياسي بشكل ملحوظ.

ثانيا: حذر الفصيل الوسطي المعتدل في النظام الإيراني من أن تدخل إيران المباشر سيقود إلى حرب مع واشنطن.

ثالثا: فشل إسرائيل الواضح في ردع هجوم حماس في 7 أكتوبر لا يغير حسابات طهران الاستراتيجية تجاه إسرائيل أو ديناميكيات القوة في المنطقة، وبالتالي لم يوفر لإيران الفرصة لتحدي إسرائيل.

رابعا: «حماس» ليست وكيلة لإيران ولا توجد علاقة من أعلى إلى أسفل بينهما، وظهر ذلك في سورية عندما دعمت «حماس» المتمردين السنة المناهضين للرئيس بشار الأسد على عكس إيران.

خامسا: لم يعلن شركاء إيران الاستراتيجيون في موسكو وبكين عن دعمهم الكامل لحركة حماس، ما دفع طهران إلى تبني مع غزة نهج الانتظار والترقب الذي اعتمدته بكين وموسكو عند استيلاء حركة طالبان على كابول قبل عامين.

سادسا: هناك اعتقاد عميق بين صناع القرار ذوي النفوذ في إيران بأن دول الخليج العربية سترحب بحرب واسعة النطاق بين إيران وإسرائيل.

سابعا: وجهة نظر خامنئي الواقعية وليس الأيديولوجية تجاه الصراعات الإقليمية، خصوصا أن المرشد وبعد أن شغل منصب رئيس الجمهورية خلال الحرب مع العراق، يدرك تماما عواقب الحرب، خاصة مع الولايات المتحدة.