في تصعيد ضد روسيا يتزامن مع عرقلة الكونغرس مساعدات لأوكرانيا، أعلن البيت الأبيض، أمس، أن واشنطن تعتبر مشاركة القوات الأميركية في مواجهة مع الجيش الروسي في حال انتصرت روسيا في أوكرانيا أمرا مرجحا.

وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض، جون كيربي: «من المرجح أن يتدخل الجيش الأميركي إذا حقق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نصراً استراتيجيا في أوكرانيا».

Ad

وأكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنه واثق أن روسيا ستقوم بمهاجمة دول في حلف «الناتو» في حال انتصرت بالحرب الأوكرانية.

جاء ذلك، فيما عرقل الجمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون يقدم تمويلا لإسرائيل وأوكرانيا، نظرا لعدم تضمنه مطالب تتعلق بتأمين الحدود الأميركية، حيث يتدفق المهاجرون غير الشرعيين، ويتم تهريب المخدرات الفتاكة إلى الولايات المتحدة.

وأوضحت الوسائل أن أغلبية 51 من أصل 100 سيناتور صوتوا، مساء أمس، لعدم طرح مشروع القانون للتصويت إذ كان هذا الأمر يتطلب موافقة 60 عضوا من أعضاء المجلس. ويتضمن مشروع القانون أكثر من 100 مليار دولار تشمل مساعدات عاجلة موجهة لإسرائيل، وأخرى موجهة لأوكرانيا، إضافة إلى مساعدات إنسانية مخصصة لقطاع غزة بناء على طلب من الرئيس جو بايدن، لكن الجمهوريين عارضوا مشروع القانون منذ البداية، لأنه لا يلبي مطالبهم بشأن أمن الحدود رغم أنه يتضمن بالفعل تمويلا مخصصا لهذا الملف.

وكان بايدن طلب من الكونغرس في أكتوبر الماضي ما يزيد على 100 مليار دولار تتضمن مساعدات لإسرائيل بقيمة

14.3 مليار دولار لدعم قدراتها في مجال الطيران والصواريخ والدعم الدفاعي، كما تتضمن مساعدات لأوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار بينها 30 مليار دولار لوزارة الدفاع (البنتاغون) التي يلقي على عاتقها تزويد كييف بالمعدات.

ودافع زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل عن رفض حزبه لمشروع القانون، مشددا على أن «الجمهوريين في المجلس سيرفضون الموافقة على مشروع قانون لا يتناول أولويات الأمن القومي الأميركي بطريقة جدية، وكما قلنا منذ أسابيع فإن التشريع الذي لا يتضمن تغييرات في السياسة لتأمين حدودنا لن يمرر في مجلس الشيوخ».

في المقابل حذر زعيم الأغلبية الديمقراطية في المجلس، تشاك شومر، من تأثيرات رفض مشروع القانون على الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لأوكرانيا، مشيرا إلى أن عرقلة التشريع تصب في مصلحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنتونوف، إن واشنطن انفصلت عن الواقع، بسب الحديث عن احتمال حدوث مواجهة مباشرة بين القوات الروسية والقوات الأميركية ونية روسيا مهاجمة دول في الناتو، معتبراً إن مثل هذا الخطاب غير مقبول بالنسبة لقوة نووية، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وأوضح أنتونوف أن «مثل هذه القصص المرعبة ملفقة من أجل تبرير النفقات الباهظة لدافعي الضرائب والقوى السياسية من أجل ردع روسيا الاتحادية». ووصف أنتونوف تصريحات بايدن بأنها «محاولة لسكب الوقود على نار الحرب بالوكالة الأوكرانية، وهو ما يعني أن الولايات المتحدة انفصلت عن الواقع».