كثير من الأدوية تؤثر في نتائج التحاليل السريرية للمريض، وذلك إما بالتعارض مع المادة نفسها لكشف نتائج البحث في تحليل عينة الدم أو البول أو البراز، وهذه الأدوية قد تعمل على زيادة أو نقصان في النسب الصحيحة المطلوب معرفتها في العينة من المعادن والأملاح أو الكوليسترول وهرمون الغدد والدم وغير ذلك فيها، مما يؤثر سلبا على قرار العلاج أو تغييره! لذلك على المعالج أو خبير المختبر أن يوضح للمريض بأن يترك العلاج على الأقل 24 ساعة قبل بدء أخذ العينة للتحليل لتفادي التعارض في التفاعلات الدوائية وأدوية التحاليل.

فعلى سبيل المثال استعمال المكمل الغذائي بيوتين يعمل على رفع نتيجة التحليل لهرمون التستوسترون الحقيقية بشكل كبير، كما أنه يؤدي إلى أخطاء رقمية في نسبة هرمون الكورتيزول والهرمون المحفز للثيروكسين (TSH and FSH) ويظهرها بنتيجة سلبية منخفضة جدا عن العادة، كما يؤثر على نسبة هرمون الغدة الجار درقية بالناقص ومستوى «غونادوتروبين» كذلك في عينة الدم، علما أن نتائج هذه الهرمونات تتأثر بنسة 70% بالمكملات الغذائية أو الأدوية الموصوفة، وبذلك يختلف معها رأي الطبيب ويلزم إعادة التشخيص، حسب ما ورد في مجلة التحاليل السريرية الأميركية.

Ad

كثيرة هي الأدوية التي تؤثر سلباً على نتائج التحاليل المخبرية الطبية، منها المضاد الحيوي «ليفوثايروكسين» الذي يعمل على زيادة نسبة الهرمون في التحليل، و«الليزينوبريل» الذي يعمل على رفع مستوى البوتاسيوم في نتيجة التحليل! في حين المضادات الحيوية «السيفالوسبورين» و«الأموكسيسيلين» تظهر ارتفاع نسبة السكر والبروتين (الزلال) في البول، كما أن «الأريثرومايسين» و«التيلفانسين» كمضادات حيوية تعمل على إظهار وقت التخثر أطول في الفحص المخبري للمريض، أما المواد المحقونة لعمل الأشعة مثل (CT Scan MRI) تعمل على إظهار نتيجة غير صحيحة لارتفاع البروتين في الفحص المخبري للبول، هذا بالإضافة إلى النسب المغلوطة للكالسيوم في الدم والحديد والزنك والمغنيسيوم وارتفاع السيلينيوم أيضاً في الدم، كما تشير إلى ارتفاع الكرياتينين المؤشر عن وظائف الكلى.

وتقول الدراسات الخاصة بأدوية المعدة وعائلة البرازولات إنها تظهر سلبية الفحص لليوريا، لذلك لا بد من التأكد من النتائج المخبرية للدم والبراز والبول للمريض قبل وصف العلاجات له، وتكون بدقة تامة دون أي مؤثر خارجي أو داخلي للمريض، لذلك ننصح المرضى خصوصا ذوي الأمراض المزمنة والتي تحتاج إلى فحص روتيني كل 3-6 أشهر أن يتوقفوا عن العلاجات على الأقل 24 ساعة قبل بدء التحاليل اللازمة، حتى لا يظهر أي أخطاء في النتائج المخبرية التي قد يضطر الطبيب لرفع الجرعات الدوائية خطأً مع ما يأخذه المريض من علاجات طارئة على ظروفه اليومية، وإن كانت فيتامينات مقوية عامة أو خاصة.

أما إن كانت الأدوية لتنظيم مستوى الكوليسترول في الدم أو السكر فإن العلاج المحدد يستدعي التأكد من ظهور فعاليته أم يحتاج إلى تغيير، وهنا ننصح بتنظيم الحياة اليومية للجميع لا سيما المرضى ومن ضمنها التغذية، والعودة إلى الأطعمة الصحية مع شرب الماء الكافي والسوائل وعدم أخذ وجبة العشاء المتأخر، أما في حالة إعادة التحليل المخبري لمعرفة ما إذا كان العلاج فعالاً أم يحتاج إلى تغيير فالأفضل أن تترك العلاجات والمكملات على الأقل ثلاثة أيام قبل تقديم عينة الفحص المخبري حتى لا يؤثر في نتائجه عامة.