بدأت الصين، أمس، تشغيل مختبر فيزيائي يقع على عمق 2400 متر في مقاطعة سيتشوان جنوب غربي البلاد، مما يجعله أعمق وأكبر مختبر تحت الأرض في العالم.
وقالت وكالة شينخوا أمس إن العلماء يرون أن المختبر سيُوفّر فضاء «نظيفاً» لسعيهم وراء المادة غير المرئية المعروفة بـالمادة المظلمة، حيث قالوا إن العمق الشديد يساعد على حجز معظم الأشعة الفضائية التي تعرقل المراقبة.
ويقع المرفق العميق جداً، بالإشعاع المنخفض جداً (دورف) للتجارب الفيزيائية المتقدمة، تحت جبل جينبينغ في ولاية ليانغشان الذاتية الحكم لقومية يي في مقاطعة سيتشوان.
ويعتبر المرفق المرحلة الثانية من مشروع مختبر جينبينغ تحت الأرض في الصين، ويتمتع بسعة فضاء إجمالية تبلغ 330 ألف متر مكعب، وبدأت أعمال بنائه في ديسمبر عام 2020.
وقال البروفيسور يويه تشيان، من جامعة تسينغهوا إنه وبفضل موقعه، يتعرض المرفق لتدفق صغير من الأشعة الكونية، ما يعادل واحداً على مئة مليون فقط من التدفق الموجود على سطح الأرض، فضلاً عما يزخّر به من مزايا تشمل تدفق الأشعة الكونية المنخفض جداً، والإشعاع البيئي الشديد الانخفاض، وتركيز الرادون المنخفض جداً، والفضاء الفائق النظافة، مما سيعزز اكتشاف المادة المظلمة.
ويستنتج العلماء أن المادة المرئية تمثل حوالي 5 في المئة فقط من الكون، في حين أن حوالي 95 في المئة من الكون يتكون من المادة المظلمة والطاقة المظلمة.
وتمركزت الدفعة الأولى المكونة من 10 فرق من جامعات ومؤسسات بحثية صينية، مثل جامعة تسينغهوا وجامعة شانغهاي جياوتونغ، في المرفق لإجراء تجارب علمية.
وفي هذا السياق، قال يويه إن المرفق سيصبح مركزاً عالمياً للبحوث العلمية العميقة تحت الأرض بإمكانه القيام بتكامل التخصصات المتعددة بما في ذلك فيزياء الجسيمات والفيزياء الفلكية النووية وعلوم الحياة لتعزيز تطوير البحوث في الصين في المجالات المتقدمة ذات الصلة.