حذرت الكويت، على لسان وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح، من مغبة فشل مجلس الأمن في تمرير قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ومن اعتباره رخصة جديدة للاحتلال الإسرائيلي لمواصلة عمليات القتل والتدمير والتهجير للشعب الفلسطيني، في وقت أعربت عن الأسف الشديد لاستخدام «الفيتو» في مجلس الأمن ضد مشروع قرار قدمته الإمارات يدعو لوقف إطلاق النار وإنقاذ الوضع الإنساني المتدهور هناك.

وعبّر الشيخ سالم الصباح، في تصريح لـ«كونا» أمس، عن «بالغ القلق من عدم استجابة مجلس الأمن لتحذير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالرجوع للمادة الـ 99 من ميثاق الأمم المتحدة، التي لفت من خلالها انتباه المجلس إلى أن ما يجري يهدد النظام الإنساني وبانهيار السلم والأمن الدوليين».

Ad

وأكد الصباح أن «وقف إطلاق النار وحماية المدنيين في قطاع غزة مطلب إنساني ملحّ لا مناص من تحقيقه وبالسرعة الممكنة»، معرباً عن الخشية من أن «الفشل في تمرير القرار يعتبر رخصة جديدة لقوات الاحتلال لمواصلة عمليات القتل والتدمير والتهجير للشعب الفلسطيني».

وجدد موقف الكويت الثابت والداعي إلى ضرورة مواصلة بذل كل الجهود السياسية والدبلوماسية لتلبية الاحتياجات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين العزّل، مطالباً بتدخل المجتمع الدولي، لا سيما مجلس الأمن، لحماية المدنيين العزل من العدوان الإسرائيلي الغاشم وفقاً للمسؤوليات المنوط بها المجلس في صون وحفظ الأمن والسلم الدوليين.

جاء ذلك، في وقت سلط اللقاء بين أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية برئاسة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في واشنطن، الضوء على ملامح التباعد بين رؤية واشنطن و«حلفائها العرب والمسلمين» بشأن التعامل مع أزمة غزة المتصاعدة والمتشعبة على المستويين الإقليمي والإنساني، مع دخول العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر يومه الـ64.

وأبلغ الوفد الوزير الأميركي رفض تجزئة القضية الفلسطينية، ومناقشة مستقبل المنطقة المحاصرة بشكل منفصل عنها، في حين شهدت العديد من مناطق الضفة الغربية المحتلة مواجهات وصدامات بين فلسطينيين وقوات إسرائيلية أسفرت عن استشهاد شاب فلسطيني.

من ناحيته، قال بلينكن عقب مباحثاته مع الوفد: «هدفنا المشترك المتمثل في إنشاء دولة فلسطينية مستقبلية إلى جانب إسرائيل»، لكنه لم يذكر وقف إطلاق النار، الذي عرقلت بلاده مشروع قرار يدعو لتحقيقه، في مجلس الأمن الدولي، أمس الأول، باستخدام حق النقض «الفيتو».

وبعد أن وصف مندوب واشنطن في مجلس الأمن مشروع القرار الذي تقدمت به الإمارات بأنه «منفصل عن الواقع» وسيترك «حماس» قادرة على شن هجوم جديد على غرار ما فعلته بـ«طوفان الأقصى»، أكد أعضاء اللجنة الوزارية، لبلينكن، مطالبتهم الولايات المتحدة بتحمل مسؤولياتها واتخاذ ما يلزم من إجراءات لدفع سلطات الاحتلال نحو الوقف الفوري للحرب، معبرين عن امتعاضهم جراء استخدام واشنطن لحق النقض.

وجددت اللجنة التأكيد على إيجاد مناخ سياسي حقيقي يؤدي إلى حل الدولتين، وتجسيد دولة فلسطين على خطوط عام 1967.

في السياق، نجحت جهود الكويت والمجموعة العربية في استصدار قرار للمجلس الرئاسي لمنظمة الأغذية والزراعة «فاو» يعد الأول من نوعه داخل منظومة الأمم المتحدة، يدعو إلى هدنة فورية تؤدي إلى وقف القتال وتجريم التهجير القسري في غزة.

وذكرت مندوبية الكويت الدائمة لدى «فاو» في بيان، أن «المجلس المستقل (في هذه المنظمة) أصدر في ختام أعمال الدورة الـ174 وبعد مداولات حثيثة قراراً رسمياً تقدمت به الكويت ومصر عن المجموعة العربية حول الوضع المأساوي في القطاع تحت الحصار والعدوان الوحشي المتواصل».