أول العمود: نحن على موعد مع أكثر المشاريع الكويتية نجاحاً... معرض مرزام لمؤسسته م. فرح الحميضي ينطلق بعد غدٍ في أرض المعارض بمشرف.
***
لم تبدأ انتهاكات معاهدات حقوق الإنسان مع عملية «طوفان الأقصى» التي انطلقت في 7 أكتوبر الماضي، ولم تنتشر حالة من اليأس الشعبي العالمي ضد ترسانة اتفاقيات حقوق الإنسان الدولية التي ذابت واختفت تماماً واستُبدلت بوحشية لا مثيل لها مع ما يجري في غزة والضفة الغربية اليوم وبعد مرور أكثر من شهرين.
واقع ما يحدث من مجازر اليوم في غزة هو أن موقف الولايات المتحدة الأميركية المتحيز يؤكد أن 99% من القرارات الصادرة من الأمم المتحدة سواء من مجلس الأمن أو الجمعية العامة مصيرها الفيتو أو المعارضة، فهناك مثلاً حوالي ثلاثين قراراً دولياً تؤكد حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض، استخدمت أميركا في كل مرة حق النقض الفيتو ضده، وهذا يعني أننا أمام سلوك ومصالح دول، فحقوق الفلسطينيين بالنسبة إلى الأميركيين لا مكان له في سياستها الواقعية، ليس عيبا في شِرعة حقوق الإنسان، إنما هذا النهج مضى عليه أكثر من 70 عاماً، ولم يجنِ سوى المُر للعالم أجمع لا الفلسطينيين وحدهم.
نعود للسؤال: هل نكفر بحقوق الإنسان تجاه ما يحدث اليوم؟
الواقع أن هذا الاتجاه والشعور العام بالخذلان يبدو واقعياً، خصوصاً في المسألة الفلسطينية، لكنه أيضاً شعور مرتبط بميزان القوى وقوة الأطراف المتصارعة وامتلاكها العتاد والتضامن الغربي مع الصهاينة لا لعيب في معاهدات حقوق الإنسان ذاتها، وفي الحقيقة لا يمكن نكران هذه المنظومة وأهميتها في التطور العام للمجتمعات، ففي الدول العربية والنامية عموماً نفتقد أساسيات حقوق الإنسان في الحياة العامة، لكن في المقابل نلاحظ المحاججات الشعبية الدولية المتزايدة من التشبث بحقوق الإنسان المنتهكة لسكان غزة والدعوة لتطبيقها، ونذكر هنا ما قام به أمين الأمم المتحدة في قراره الأخير بتفعيل المادة 99 من ميثاق المنظمة.
التشبث بالتراكم التشريعي لتلك الاتفاقيات منذ صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948 هو الطريق الصحيح للعمل والمقاومة والتغيير المقرون بالتضامن بين الدول، وما صدور مئات القرارات الدولية لمصلحة الفلسطينيين إلا دليل على وجود بذور الخير في المجتمع الدولي الذي يتطلب ذكاءً في التعامل معه وهو ما يفتقده العرب اليوم.