«لوياك» و«لابا»: مقاومتنا خضراء لتعزيز الصمودوإعادة تأهيل القطاع الزراعي في غزة
نظمتا فعالية «لتحيا شجرة الزيتون» في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
على وقع أغنية «أناديكم وأشدّ على أياديكم» وغيرها من روائع الفن العربي والفلسطيني، أحيت مؤسسة «لوياك» وأكاديمية لوياك للفنون «لابا»، اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، من خلال فعالية خيرية وأمسية موسيقية، تحت عنوان «لتحيا شجرة الزيتون»، كوقفة وفاء ودعم للشعب الفلسطيني.
وارتأت «لوياك» الاحتفاء بيوم التضامن الدولي الموافق في 29 نوفمبر من كل عام، من خلال ربطه ببرامج المساحات الخضراء، التي تتبناها المؤسسة كاستراتيجية فاعلة منذ أكثر من عام، بهدف تسليط الضوء على أهمية التنمية المستدامة وانعكاسها على التغير المناخي والمجتمعات.
في السياق، اختارت «لوياك» شجرة الزيتون لما تمثله من إرث ثقافي وحضاري وقيمة تاريخية لدى الشعب الفلسطيني، فهي متجذرة بتجذر هذا الشعب، وتساهم في تحقيق الاستدامة والنمو الاقتصادي.
وتخلل الحفل التضامني فقرات فنية متنوعة تجسد معاناة الشعب الفلسطيني، فمن خلال الأداء التمثيلي الصامت، قدّم براعم «لابا» مشهدية تختزل الإجرام اللاحق بأطفال غزة، تحت إشراف المدربة حوراء إبراهيم.
كما أبدعت فرقة كورال «لابا» تحت إشراف مايسترو الفرقة الفنان يوسف بارا ورئيس قسم الموسيقى الفنان هشام حلاق، في أداء العديد من أغاني التراث الشعبي الفلسطيني، مثل يا طالعين الجبل، يا طير سنونو، لأجلك يا وطني، وغيرها الكثير.
المقاومة الفلسطينية
بعد الوقوف دقيقة صمت عن أرواح شهداء غزة، ألقت رئيسة مجلس إدارة «لوياك» والعضو المنتدب لأكاديمية «لابا»، فارعة السقاف كلمة افتتاحية، تحدثت فيها عن «شجرة الزيتون التي ترمز إلى تجذّر الشعب الفلسطيني وتاريخه العريق وعمق ارتباطه بأرضه المباركة، أرض السلام ومهد الأديان السماوية».
السقاف: المقاومة الفلسطينية أعادت ثقتنا وآمالنا الضائعة ونفضت عنّا متلازمة الهزائم والانكسار
وقدّمت السقاف اعتذارا للشعب الفلسطيني، «الذي طُمست أخبار معاناته في السنوات العشرين الماضية، لتحل محلها كوارث وحروب الشعوب العربية، . أعتذر يا فلسطين، يا أمّنا الصابرة، يا قضيتنا الأولى، يا عنوان عروبتنا المنسية»، مضيفة: «سامحينا لأنهم شغلونا عنك بحروبنا، فالمنطقة كلها في مرمى أهدافهم. سامحينا فقد نجحوا في تشتيتنا وكدنا أن نفقد البوصلة»، مردفة: «سامحينا فقد نفذت سمومهم إلينا من دون أن نعي، فجعلوا من كل ما نأكله ونشربه ونلبسه ونستخدمه قنابل تُفجر في أحضانك لتقتل أطفالنا وأهلنا».
الحق والعدل
كما وجّهت تحية شكر لحركة المقاومة الفلسطينية التي أعادت لنا ثقتنا وآمالنا الضائعة، ونفضت عنّا متلازمة الهزائم والانكسار، حتى جاء يوم السابع من أكتوبر حاملًا بشائر عودة الحق والقيم، مؤكدًا جدوى التمسك بالقيم الإنسانية والنضال في سبيل الحق والعدل».
وأشادت بـ«شعب غزة البطل الذي ضرب لنا أروع صور البطولة والشجاعة والإيمان والنبل والكرامة».
وتابعت السقاف: «ما نشهده هذه الأيام من انتفاضة لشعوب العالم تضامنًا مع الحق الفلسطيني، إنما يعكس وعيا جمعيا وصحوة عالمية للضمير الإنساني، حرّكتها المقاومة الفلسطينية بشقّيها العسكري والشعبي. تحية، لا بل ألف تحية، للشعب الفلسطيني الذي استطاع أن يغيّر العالم وأن يخلق عالمًا جديدًا. أرادوها نكبة أخرى، لكنها ستصبح نصرًا مبيّنًا».
وأضافت: «اخترنا شجرة الزيتون عنوانًا لأمسيتنا لتسليط الضوء على نوع آخر من أخطر أنواع الإبادة ومحو الهوية الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني، ولم يأخذ حقه في الإعلام».
شعب غزة البطل ضرب لنا أروع صور البطولة والشجاعة والإيمان والنبل والكرامة
وتابعت: «أردنا أن نوجّه اهتمام شبابنا إلى نوع آخر من الجرائم البشعة التي يمارسها الاحتلال الصهيوني، منذ عام 1948، فمن المهم أن يدرك شبابنا أن حرق الأشجار وإتلاف الأراضي الزراعية يسهّل للمحتل الصهيوني مصادرة الأرض من أصحابها الفلسطينيين وتشريدهم وإحلال المستوطنات الصهيونية مكانها».
واستطردت: من المهم أن يعلموا أن مساعدة المزارع الفلسطيني وتمكينه من زراعة أرضه، هو شكل آخر من أشكال المقاومة، يُطلق عليها «المقاومة الخضراء» والتي تساهم في صمود الشعب الفلسطيني.
وختمت السقاف بالقول: «إن دعمكم لإعادة تأهيل القطاع الزراعي في غزة، هو عمل وطني نبيل. وهدفنا من هذه الأمسية التعاون لتمويل شراء خمسة آلاف شجرة لزرعها في غزة، بمساعدة منظمة «العربية لحماية الطبيعة (APN)».
«المقاومة الخضراء»
وجرى عرض كلمة مصوّرة لرئيسة الهيئة الإدارية لـ«العربية لحماية الطبيعة» في الأردن، رزان زعيتر، التي أثنت على الكويتيين الشرفاء ومؤسسة «لوياك» ممثلة بالمناضلة فارعة السقاف وفريق عملها ومتطوّعيها.
زعيتر: زرعنا 3 ملايين شجرة حتى الآن أعالت ربع مليون نسمة
ووجّهت السلام لكل من اختار أن يقاوم الظلم والاحتلال، وقد اخترنا بدورنا «المقاومة الخضراء»، حيث أطلقنا شعارنا «يقلعون شجرة نزرع عشرة». وبالفعل، زرعنا ثلاثة ملايين شجرة حتى الآن، أعالت ربع مليون نسمة، لثلاثين ألف عائلة». وأضافت: «اخترنا دعم مبدأ السيادة الغذائية في فلسطين والأردن وكامل الوطن العربي، وها هي «لوياك» تستمر في دعم مبادرتنا عبر فعاليتها النبيلة اليوم. وأتمنى للكويت، وهي عزّ العرب، كل الخير والنجاح والبركة».
أهمية غزة وحيويتها
وكانت مشاركة لافتة للكاتبة الفلسطينية الكويتية هدى الشوا، التي تحدثت عن أهمية وحيوية مدينة غزة منذ التاريخ القديم، قائلة: «إنها آخر محطات قوافل التجارة من شبه الجزيرة العربية، . وشدت بقول الشاعر محمود درويش: «وعليكَ أن تحيا وأن تحيا وتُعطي مقابل حبّة زيتونٍ.. جِلدَكَ». سيبقى الزيتون، ما بقيت الأرض، وستبقى أشجار الزيتون واقفةً، في وسْعِها أن تقول أكثر ممّا تقول اللغة، كم يفديك شعبك بجلودهم يا فلسطين.
وقرأت الشوا فقرة من روايتها «تنّين بيت لحم» عن فتى اسمه خضر، ابن مخيم الدهيشة، بالقرب من مدينة بيت لحم، مردّدةً: «لم يزرْ خضر مدينة القدس أبدًا أو يصل إلى البحر أو يخرج إلى الطبيعة.. وفي يومٍ ماطرٍ حلّق التنّين به عاليًا، مجتازًا سماء المخيم والمدينة، فطار فوق بيت لحم، فوق الجدار الفاصل والهضاب والجبال. ولأول مرة رأى خضر البلاد، رأى أشجار التّين والزيتون والصنوبر والزعرور والصبّار واللّوز والتّوت والتفاح. رأى أزهار الربيع وشقائق النعمان واللُّبّيد والزنبق والحنّون والنرجس وعصا الراعي والعُلّيق. حطَّ التنّين عند شجرة زيتون ضخمة، وكل شجرة لها سرّها. هذا الزيتون شاهدٌ على قصص وحكايات وأحداث عمرها أكثر من خمسة آلاف سنة».
تكريم الطلاب الفائزين في مسابقة «إيكوكويست» البيئية
حرصت «لوياك» أن تجعل من الحفل التضامني مع الشعب الفلسطيني مناسبة لتكريم الطلاب الفائزين في مسابقة «إيكوكويست» (Eco- Quest) البيئية الأخيرة، التي نظمتها بالتعاون مع «لابا».
وحظي الفائزون بالمركز الأول باشتراك مجاني في أحد برامج «لوياك»، مثل برنامج «العادات السبعة» وبرنامج «كلمة» وبرنامج «المؤثر».
وحصد الفائزون بالمركز الثاني عضوية اشتراك مجانية في صفوف «لابا» الفنية مدة شهر.
وتم تكريم المتطوعين المتميزين في الأنشطة والبرامج البيئية المتنوعة التي تندرج ضمن استراتيجية «لوياك» للمساحات الخضراء.
مزاد على أشجار زيتون معمّرة دعماً لغزة
قال قائد البرامج البيئية المتجددة في «لوياك»، محمد جاسم الكليب، إن «الحفل التضامني شمل مزادًا خيريًّا على أشجار الزيتون، التي يعود عمر بعضها إلى قرابة 100 عام».
وأدار المزاد الإعلامي عبدالمطلب نذًر ومن ثمَ تم التبرع بعائدات المزاد لدعم وتأهيل القطاع الزراعي في غزة، من خلال «العربية لحماية الطبيعة»، والتي تساهم في إعادة زرع أشجار الزيتون في الأراضي الفلسطينية «، وقد كان لمساهمة شركة مجموعة الكوت الغذائية وإيكيا «شركة الحميضي المحدودة الكويت» دور كبير في دعم الأمسية.
«ستعودين يا أرض السلام»
أقيمت فعالية «لتحيا شجرة الزيتون» تحت رعاية مشتل «الوفرة سيتي» ومشتل المرحوم محمد العبدالجادر، ومشتل فرع الوفرة الزراعي «ناصر نايف العتيبي»، ومزرعة بكر موسى ومزرعة الأستاذ باسل الشطي وشركة «لابتشينو» للديكور والتصميم و«سوسن مطبخي» المعروفة بتقديمها المأكولات والأطباق الفلسطينية التقليدية و«عصير الضاحية».
وقد خصصت «جنى إيفنتس (Jana Events)» ريع كل صورة بجانب مفتاح القدس لدعم أهل فلسطين، تحت شعار «ستعودين يا أرض السلام... ساهم بابتسامتك لمساعدة إخواننا في فلسطين».