فرنسا تُسقِط مسيّرتين في البحر الأحمر
«حزب الله العراق»: قوات الأمن شريكة في جرائم الأميركيين
بعد ساعات من توعد جماعة «أنصار الله» الحوثية التي تسيطر على مساحات واسعة من اليمن، بمنع مرور السفن المتوجهة الى الموانئ الإسرائيلية عبر البحر الأحمر «من أي جنسية كانت»، ما لم يتم إدخال الأغذية والأدوية إلى غزة، أسقطت فرقاطة فرنسيّة مُسيّرتَين في البحر الأحمر كانتا متجهتين نحوها انطلاقاً من سواحل اليمن، حسبما أعلنت هيئة أركان الجيوش الفرنسية.
وقالت الهيئة أمس، في بيان، إن الفرقاطة المتعددة المهمات «لانغدوك» العاملة في البحر الأحمر «اعترضت هذين التهديدين المحددين ودمرتهما» ليل السبت ـ الأحد على بُعد 110 كيلومترات من الساحل اليمني قرب مدينة الحديدة.
وهدد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي بأنه «إذا لم يهتم العالم بهذا الأمر، لأنه مشكلة دولية، فسنتحرك لوضع حد لهذا الحصار البحري». وكانت تقارير أميركية وعبرية تحدثت عن مساع لتشكيل تحالف بحري دولي لحماية السفن في البحر الأحمر.
وسبق أن أعلنت واشنطن أنّ مدمّرة أميركيّة أسقطت ثلاث طائرات مسيّرة خلال تقديمها الأحد قبل الفائت الدعم لسفن تجاريّة في البحر الأحمر استهدفتها هجمات من اليمن، مندّدةً بـ «تهديد مباشر» للأمن البحري ومتهمة إيران بتزويد الحوثيين بالمسيرات لتنفيذ هجماتهم.
يأتي ذلك، في حين استعرضت وسائل إعلام رسمية إيرانية أمس، أنّ مسيّرات قتالية بعيدة المدى من طراز «كرار» مزودة بصواريخ جوــ جو أدخلت حديثاً إلى الخدمة. وقال القائد العام لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية اللواء عبدالرحيم موسوي، إنه «على الأعداء مراجعة استراتيجياتهم في القتال الجوي خصوصاً في مجال الطائرات المسيّرة، وستكون لقوة الدفاع الجوي اليوم اليد العليا في المعارك الجوية في هذا المجال».
ويثير تطوير الترسانة العسكرية الإيرانية قلق بلدان عديدة، خصوصاً الولايات المتحدة وإسرائيل العدوين اللدودين للجمهورية الإسلامية. وتتهم كل من واشنطن وتل أبيب، طهران بتوفير مسيّرات لحلفائها في الشرق الأوسط، ولاسيما حزب الله اللبناني، والمتمردين الحوثيين في اليمن. كذلك اتُّهِمت الجمهورية الإسلامية بتزويد روسيا بطائرات بدون طيار لتنفيذ هجمات في أوكرانيا، واعترفت طهران بذلك. وأكدت أن عمليات التسليم هذه تمت قبل الهجوم على أوكرانيا، إلا أن ذلك لم يجنبها حزمة من العقوبات الغربية.
وفي العراق أعلن مسؤول أمني من جماعة «كتائب حزب الله ــ العراق»، أن الجماعة توعدت بشن المزيد من الهجمات على القوات الأميركية في المنطقة، وذكرت أن الهجمات التي استهدفت المصالح الأميركية الجمعة كانت مجرد بداية لقواعد جديدة للاشتباك.
وقالت الجماعة، إن السفارة تمثل قاعدة عمليات متقدمة للتخطيط للعمليات العسكرية، بعد أن تبنى مسؤولية الهجمات تحالف «المقاومة الإسلامية في العراق» الذي تعد «كتائب حزب الله» إلى جانب «حركة النجباء» عموده الفقري.
ونددت الولايات المتحدة ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بالهجوم، وقالا إنه عمل إرهابي ضد بعثة دبلوماسية.
وقال أبوعلي العسكري، المسؤول الأمني للجماعة، في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، إن من وصفوها بأنها بعثة دبلوماسية يتخذون «الانبطاح وسيلة للحفاظ على مناصبهم... ومنافعهم».
وقال مكتب السوداني، إن رئيس الوزراء أمر قوات الأمن بالتحقيق في الهجوم على السفارة، وقرر «تبديل الفوج» المسؤول عن الأمن في المنطقة الخضراء شديدة التحصين ببغداد حيث وقعت الهجمات.
وفي تحدّ واضح للسوداني، قالت كتائب حزب الله: «تعاون بعض المنتسبين للأجهزة الأمنية مع المحتل الأميركي... يجعلهم شركاء في جرائمه».