رغم التحذيرات المتواصلة لكل الأطراف من توسيع نطاق الحرب الإسرائيلية على غزة لتشمل المنطقة كلها، هدد وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش أمس بتسوية لبنان بالأرض، في وقت تواصلت الهجمات على مواقع إيران وحليفها «حزب الله»، وكذلك القواعد الأميركية في سورية.

وقال سموتريتش، إن «حزب الله يفهم جيداً أنه إذا تجرأ فسيكون التالي، وسنسوي بيروت ولبنان بالأرض».

Ad

جاء ذلك في حين تواصلت المواجهات المضبوطة بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي عبر الحدود في جنوب لبنان، وسقطت أمس مسيّرة اسرائيلية قرب السراي الحكومي في منطقة النبطية، بينما نعى «حزب الله» مقاتلين أمس لترتفع بذلك الحصيلة الرسمية لقتلاه منذ 7 اكتوبر الى 96، بالإضافة الى قتيلين ينتميان إلى «سرايا المقاومة» الموالية له.

وفي حين أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن «حزب الله» وسّع مدى إطلاق النار أمس نحو «كفار فراديم» التي تبعد أكثر من 9 كلم عن الحدود اللبنانية، قتل مختار بلدة الطيبة الواقعة تماماً على الحدود في جنوب لبنان جراء قصف إسرائيلي، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية في لبنان، ليرتفع بذلك عدد القتلى المدنيين منذ بدء التوتر على الحدود على وقع الحرب في غزة إلى 17 مدنياً.

وقبل ساعات، شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات جويّة عنيفة على مواقع تتمركز بها الميليشيات الإيرانية و«حزب الله» في منطقتي السيدة زينب ومطار دمشق الدولي بريف العاصمة، للأسبوع الثاني على التوالي.

وأكد مدير مرصد السوري رامي عبدالرحمن أن الصواريخ الإسرائيلية استهدفت مستودعات أسلحة وذخيرة، وأدت إلى «مقتل مقاتلَين لبنانيَّين من حزب الله وسوريين اثنين» من العاملين في حراسة المقرات العسكرية التابعة للحزب، كما أصابت «ثلاثة مقاتلين آخرين وثلاثة مدنيين».

وبحسب جريدة «المدن»، فإن 3 طائرات إسرائيلية استهدفت من فوق الجولان مواقع للميليشيات الإيرانية في السيدة زينب، واستهدف أحد الصواريخ مقراً لها في بلدة البحدلية، كما سمعت أصوات انفجارات قوية من مركز الفرقة الأولى في مدينة الكسوة جنوب غرب دمشق، والتي يرجح أنها لصواريخ إسرائيلية استهدفت منظومات الدفاع الجوي السورية.

في المقابل، فرضت القوات الأميركية أمس، طوقاً أمنياً في منطقة سقطت فيها إحدى طائراتها المسيرة بالقرب من طريق الشدادي تل جاير جنوب الحسكة شمال شرق سورية، وسط معلومات عن سقوط عدد من الصواريخ على القاعدة الأميركية في الشدادي جنوب الحسكة.

وفي وقت سابق، اتهمت القيادة الروسية الطائرات الأميركية بانتهاك المجال الجوي السوري في منطقة التنف تسع مرات خلال يوم واحد، معتبرة أنها تواصل خلق «وضع خطير» قد يتسبب في حادث أو حوادث جوية وتصعيد الوضع في الأجواء السورية.

في غضون ذلك، أجرى الحرس الثوري مناورة برية كبيرة غرب إيران على «مواجهة التهديدات الأمنية والجماعات الانفصالية المناهضة للثورة والإرهابية»، في حين أعلن الحرس في بيان، أنه تمكن من «إلقاء القبض على عدد من التابعين لجماعات إرهابية كانت تستهدف ضرب الحوزات العلمية السنية في محافظة سيستان وبلوشستان».

وأفادت وكالة «تسنيم» بأن الحرس استخدم في هذه المناورات أحدث التكتيكات والخبرات ومشاريع إعادة دمج القوات من خلال الاستفادة من المواهب والقدرات الجديدة لمختلف وحدات القوات البرية للتعامل مع التهديدات الأمنية والإرهابية.

وشملت المناورات التدريب الخاص على ظروف الحرب الإلكترونية، واختبار أنظمة الرادار والاتصالات، وإجراء عمليات الاستطلاع والاستخبارات، وتدمير أهداف العدو الافتراضية ومقراته في العمق باستخدام معدات إضافية جديدة، وتسيير طائرات الهليكوبتر، وإجراء مختلف أنواع النيران التدميرية والهجومية والمساندة من وحدات الطائرات المسيّرة والمدفعية والمعدات والوحدات المدرعة.

إلى ذلك، بدأت شركات شحن بحري تعدل مسارات سفنها بعيداً عن منطقة الشرق الأوسط في ظل تزايد الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن، التي تنفذها جماعة الحوثي من اليمن.

وقال الأمين العام لمجموعة البلطيق والمجلس البحري الدولي ديفيد لوسيل، إن بعض الشركات تحاول تجنب إرسال السفن إلى منطقة الشرق الأوسط، وبدلا من ذلك تختار الطريق حول إفريقيا، مما يضيف نحو أسبوعين إلى زمن السفر ويزيد من الانبعاثات.

وأدت التوترات إلى ارتفاع تكلفة استئجار الناقلات، التي تبحر عبر المنطقة، كذلك رفعت أسعار التأمين على السفن. وتوعدت جماعة الحوثي باستهداف جميع السفن المتجهة الى اسرائيل بعد ان كانت هددت سابقاً باستهداف تلك التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية.