في مشهد يعكس مخاطر استمرار الحرب في غزة، تواصلت الهجمات على السفن في البحر الأحمر، حيث شهد الممر الاستراتيجي للتجارة الدولية في الساعات الماضية، سلسلة حوادث استهدفت إحداها ناقلة تجارية بمضيق باب المندب.
ورغم التحذيرات الأميركية وإرسال الجيش الإسرائيلي سفن صواريخ متطورة الى البحر الأحمر، تعرضت ناقلة نفط وكيماويات على متنها طاقم أمني مسلح وترفع علم جزر مارشال، خلال توجهها شمالاً باتجاه قناة السويس قادمة من الهند، لهجوم بصاروخين وملاحقة من طائرة مسيّرة أطلقت من المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي اليمنية.
وأوضح مسؤول دفاعي أميركي، أن الناقلة التجارية استُهدِفت بصاروخين أخطآ في إصابتها بالقرب من مضيق باب المندب، وأن فرقاطة مايسون الأميركية العاملة في المنطقة أسقطت طائرة مسيّرة يعتقد أنها تابعة للحوثيين كانت تحلق في اتجاهها خلال الحادث، وأن أحدا لم يُصَب بأذى في الهجوم.
وذكرت شركة «أمبري» البريطانية أن ناقلة جزر مارشال أبلغت عن «تبادل لإطلاق النار» مع زورق سريع تابع لجهة تدعي أنها البحرية اليمنية، على بعد 55 ميلاً قبالة الحديدة، مضيفة أنه اقترب منها وبدأ في إطلاق النار من مسافة 300 متر بعد أن رفض طاقمها المسلح تغيير مسارها، بناء على نصيحة من سفينة حربية للتحالف الدولي بالاستمرار على مسارها الحالي.
وأكد مسؤول رفيع في خفر السواحل التابع للحكومة اليمنية، أن المسلحين أصابوا بدن السفينة بـ 10 طلقات نارية، وأنها وجهّت نداء استغاثة، وتلقت دعماً من بارجة حربية قريبة.
وبعد وقت قصير من الواقعة الأولى، ذكرت «أمبري»، أن الزورق السريع اقترب من ناقلة بضائع ترفع علم مالطا على بُعد 52 ميلاً بحريا قبالة سواحل الحديدة.
وأكدت البحرية البريطانية تلقيها بلاغاً عن اقتراب الزورق وعلى متنه 3 مسلحين من السفينتين قبالة ميناء الحديدة، وإطلاقهم النار عليهما من مسافة نصف ميل بحري وتبادل الأمن المسلح على متن إحدى السفينتين معهم إطلاق الرصاص بأسلحة صغيرة، والطلقات التحذيرية قبل مغادرة المنطقة.
وبشكل منفصل، أبلغت منظمة التجارة البريطانية عن وقوع حادث في بحر العرب على بعد نحو 90 ميلاً بحرياً قبالة مدينة الدقم الساحلية العمانية، ولم تقدم تفاصيل، لكنها نصحت السفن بالعبور بحذر والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه.
وفي حين حذّر رئيس اللجنة العليا لجماعة الحوثي محمد علي الحوثي السفن من التوجه إلى الموانئ الإسرائيلية، أصدرت سلطات الأمن القومي الإسرائيلية اليوم تعليمات عاجلة للموانئ بإزالة المعلومات المتعلقة بوصول ومغادرة السفن، حسب ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية.
وقبل ساعات، أعلن الجيش الإسرائيلي، إقلاع سفينة صواريخ من طراز «ساعر 6» لأول مرة في البحر الأحمر ورسوها في ميناء إيلات للانضمام إلى النشاط العملياتي، مع 3 فرقاطات تعمل بالمنطقة البحرية الاستراتيجية منذ قرابة عامين.
ووفق القناة العبرية «I24»، فإن «الجيش الإسرائيلي يؤكد في ظل تهديد الحوثيين لحرية الملاحة في باب المندب، يتم تشكيل تحالف دولي من قوات أميركية وبريطانية وفرنسية ودول أخرى، إلى جانب فرق العمل الأميركية العاملة بالفعل في المنطقة المجاورة إلى جانب العديد من الدول الأخرى».
وبعد استهداف ناقلة النفط النرويجية «إستريندا» بصاروخ كروز، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس، أنها تأخذ الوضع في البحر الأحمر «على محمل الجد».
وقال المتحدث باسم الوزارة، بات رايدر: «التصرفات التي رأيناها تؤدي إلى زعزعة الاستقرار، وهي خطيرة، ومن الواضح أنها تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، وبالتالي فهذه مشكلة دولية تتطلب حلا دولياً».
وشدد رايدر على أن الجيش الأميركي يواصل دورياته في الممرات المائية بالمنطقة، و«لن يتردد في اتخاذ الإجراءات الضرورية والمناسبة، بما في ذلك حماية المجال البحري وما يمكن أن يهدد قواته».
ويبحث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان خلال زيارة للمنطقة تكثيف الجهود الدولية لحماية التدفق الحر للتجارة عبر البحر الأحمر.