قال نائب رئيس غويانا بهارات جاغديو، إن بلاده ستدافع عن نفسها «بكل الوسائل وبأي وسيلة» مع تزايد المخاوف من أن يحاول رئيس فنزويلا الاشتراكي القوي نيكولاس مادورو ضم جزء من أراضيها.
وفي الوقت الذي تواجه فيه حليفة الولايات المتحدة مطالبة عدوانية متزايدة من كراكاس بشأن منطقة إيسيكويبو الشاسعة والغنية بالنفط والمعادن، قال جاغديو لصحيفة «فاينانشيال تايمز»: لسنا دولة محاربة أو أمة عدوانية، نحن دولة صغيرة وضعت ثقتها في الدبلوماسية والقانون الدولي.
وأضاف: «لكن إذا اتخذت فنزويلا إجراءً يسعى إلى تغيير الحدود التي حددتها اتفاقية 1899، فسوف نستكشف كل السبل على الإطلاق، بما في ذلك التعاون الدفاعي مع حلفائنا بمن فيهم الولايات المتحدة»، في إشارة إلى التحكيم الدولي في عام 1899 الذي نتجت عنه الحدود الحالية بين البلدين.
واعترف نائب الرئيس بأن قوة دفاع غويانا التي تضم 4070 فرداً واحتياطياً فقط تتضاءل أمام القوات المسلحة الفنزويلية المدعومة من روسيا والتي يبلغ قوامها 351 ألف جندي. والأسبوع الماضي، أعلنت الولايات المتّحدة عن مناورات عسكرية جوية «روتينية» في غويانا.
كان النزاع الأخير حول إيسيكويبو يغلي منذ عام 2015 بعد اكتشافات نفطية جديدة لشركة إكسون موبيل في المنطقة. وتصاعدت الأزمة بعدما أجرت كاراكاس استفتاءً في الثالث من الجاري، حول ضم المنطقة الى فنزويلا لتصبح ولاية «إسكويبا غويانا» وأن يصبح سكانها مواطنين فنزويليين. وقالت كراكاس أن 10 ملايين شخص صوتوا لمصلحة الضم بنسبة 95 في المئة.
وبعد التصويت، سمح مادورو للشركات التي تديرها الدولة بمنح تراخيص التنقيب والاستغلال في منطقة إيسيكويبو، كما أمر بتوزيع خرائط رسمية جديدة تشمل المنطقة.
وقال جاغديو: «تحاول فنزويلا إعادة رسم الحدود التي تمت تسويتها منذ أكثر من مئة عام من خلال استخدام القوة. فقط الدول الخارجة عن القانون هي التي ستفعل ذلك في سياق معاصر. لقد كانت هناك أنشطة عسكرية متزايدة في منطقتنا الحدودية منذ الاستفتاء، ولهذا السبب نشعر بالقلق الشديد».
وأضاف إن «النفط والجشع» كانا من بين دوافع مادورو عندما يتعلق الأمر بغويانا رغم أن فنزويلا، تفتخر بأكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم. والسبب الآخر، وفقًا لجاغديو والعديد من المحللين، هو أن مادورو، الاشتراكي، كان يحاول حشد الدعم في الداخل قبل الانتخابات المقررة العام المقبل.
ويلتقي رئيس غويانا عرفان علي، اليوم الخميس، مع مادورو في سانت فنسنت وجزر غرينادين، في محادثات تنظمها كتلتان إقليميتان، هما مجموعة دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، ومجموعة الكاريبي.
وقال مكتب علي إنه على الرغم من أنه سيحضر لتعزيز السلام، إلا أن «الحدود البرية لغويانا ليست مطروحة للمناقشة». وأثار الاجتماع انتقادات في غويانا بسبب مخاوف من أنه قد يضفي الشرعية على موقف كاراكاس بشأن منطقة إيسيكويبو.
لكن جاغديو قال إنه من المهم مقابلة مادورو، واضاف: «هناك دائما حاجة للحوار، خاصة بين البلدين اللذين سيظلان جارين إلى الأبد. إن الاجتماع وجهاً لوجه بين الزعماء، إذا تم التعامل معه بحسن نية، يمكن أن يهدئ القلق لدى سكاننا والمجتمع العالمي من أنه سيكون هناك صراع في هذه المنطقة».
وقال مادورو أمس الاول، إنّه يعتزم خلال اللقاء بحث «التهديدات» الناجمة عن «ضلوع» واشنطن في النزاع بين البلدين، زاعماً أنّ الوجود الأميركي في غويانا يتعارض مع «تطلّعنا إلى إبقاء المنطقة منطقة سلام، بلا صراع وبلا تدخّل لمصالح أجنبية».
وهاجمت كراكاس بشدّة حكومة علي بعد أن أعطت «الضوء الأخضر» لإقامة قواعد عسكرية أميركية في غويانا.