اختتمت دورة «أساسيات الكتابة الروائية» للمبتدئين، فعالياتها، الثلاثاء، والتي قدَّمها الكاتب الروائي سعود السنعوسي، برعاية الهيئة العامة للشباب، وبالتعاون مع رابطة الأدباء الكويتيين، وأقيمت بمقر الرابطة في منطقة العديلية.

وبهذه المناسبة، قال السنعوسي: «الدورة في الكتابة الإبداعية تتخصص في عناصر السرد الروائي للمبتدئين لمن لم يسبق لهم أن أصدروا عملاً روائياً قبل ذلك، والدورة أقيمت على مدار 3 أيام، بواقع 3 ساعات في اليوم».

Ad

وذكر أنه بقدر ما قدَّم للمشتركين استفاد كثيراً من أسئلتهم وملاحظاتهم، وعلَّق: «أتمنى أن تتكرر التجربة، لأنني رأيت فيها ما يبشِّر بخير».

وعما إذا كانت الدورات تصقل موهبة الكاتب أم يحتاج للقراءة والاطلاع؟ أوضح أن «دورة الكتابة الإبداعية، إما أنها لا تقدم شيئاً بالمطلق للمشترك، أو تقدم له الكثير. الأمر يعتمد على المتلقي نفسه، وبالنهاية المسألة تعتمد على موهبةٍ وعملٍ كثير، فدورة الكتابة الإبداعية تقدِّم الأدوات، وحتى إذا لم تقدِّمها، فهي تشرح آليتها واستخدامها في كتابة الرواية. فبقدر ما كان المشترك مستعداً للخروج من الورشة والاشتغال على نفسه وتطبيق التمارين وما تم طرحه خلالها، والتدريب على الأمر بشكل ذاتي بمعزل عن الدورة، أتصوَّر أنه يكون قد اكتسب مهارات، ودخل الدورة وخرج منها بمهارات أكثر من تلك التي كان يعرفها».

وتابع: «أما الشخص الذي يعتقد أنه سيسجل في الدورة لمدة 3 أيام ويخرج منها روائياً، فأتصوَّر أنه أمر مستحيل. الدورة لا تجعل منك روائياً. أنت مَنْ تجعل من نفسك روائياً، من خلال نفسك وقراءتك المكثفة، وعليك أن تعمل كثيراً بشكل ذاتي. الدورة تقدِّم لك شرحاً لآليات الكتابة فقط».

ورداً على سؤال: هل تستطيع الرواية حل مشاكل المجتمع؟ أجاب: «ليس دور الرواية حل المشاكل، ولا الروائي أن يكون مُصلحاً. هناك جهات أخرى أولى بأن تلتفت إلى مشاكل المجتمع وإصلاحها. أتصوَّر أن المبدع، والفنان، والأديب، واجبهم مناقشة المشاكل، والتحدث عنها، وإظهارها، وإبرازها، وإذا انتظرنا من المبدع أو الكاتب أن يكون مصلحاً، فسيُنتج أعمالاً أدبية أو فنية وعظية، وأنا لا أتصوَّر أن الفن والوعظ المباشر يتفقان».

وعن الأثر الذي تركته وسائل التواصل الاجتماعي في الأدب عامة، والرواية خاصة، قال: «مواقع التواصل الاجتماعي كانت تشكِّل قلقاً للكاتب، لأن المتلقي ينصرف عن القراءة، وينكب على متابعة ما يسمى بالسوشيال ميديا، لكن ما يحدث الآن أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت هي المسوِّق الأكبر، والفضاء الذي يُلقي الضوء على نتاج الكاتب، لذلك اليوم نشاهد الكثير من القراء يتبادلون قراءاتهم، ويتحدثون عنها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ويكتبون الجُمل التي أعجبتهم في الرواية، ويلخصون الروايات. أعتقد أن مواقع التواصل الاجتماعي خدمت الكاتب، بعكس ما كنا متصورين ومتخوفين في البداية».