تعدّ المشيمة هي الكيس الحيوي الناشئ عن تحفيز الجنين لجدار الرحم ليتكون حوله، وهي الحافظ للجنين في بطن أمه خلال فترة الحمل من 7 إلى 9 أشهر حتى يكمل نموه فتحدث الولادة ويخرج الجنين إلى الحياة بإذن الله تعالى.
تتكفل المشيمة بتأدية مهمة الرئتين في توفير الأكسجين النقي اللازم للجنين من أجل البقاء على قيد الحياة والنمو، وتعمل على استقبال ثاني أكسيد الكربون الناتج من الجنين وطرحه خارج الجسم، كما تعمل على إفراز هرمون البروجسترون الذي يساعد بدوره في تثبيت الحمل (الجنين بكيسه) واستمراره.
وتنشأ المشيمة من ارتباط أنسجة الجنين والأم ببعضها على شكل أنابيب تلتقي من إحدى جهاتها لتكون «الحبل السري» الذي يحتوي على دم الجنين ودم الأم دون أن يخلط بينهما، حيث يعبر كل من الغذاء والأوكسجين من دم الأم إلى دم الجنين عبر الأغشية الموجودة فيما يسمى الزغابات، التي تجتمع مع بعضها لتتخذ هيئة دائرية مسطحة مرتبطة بجدار الرحم، وتبقى المشيمة داخل الرحم طوال فترة الحمل إلى أن تتمّ عملية الولادة، حيث يتم سحب المشيمة خارج الرحم بعد خروج الجنين من الرحم.
صدرت مجموعة من العلماء توصيات بشأن تناول الحبوب الدوائية المصنعة من المشيمة، والتي بدأت تلقى رواجاً مؤخراً عند بعض الأمهات من المشاهير، إذ يبدو أن الكبسولة المصنوعة من المشيمة الخاصة بالأم قد تلحق بها الضرر عند تناولها فمويا، وذلك تبعا لدراسة نشرت نتائجها في المجلة الأميركية لأمراض النساء والتوليد (The American Journal of Obstetrics and Gynecology). وقد يتعرض من يتناولها للعديد من المخاطر الصحية مثل فيروس زيكا والتهاب الكبد الوبائي والإيدز، غير أن تناول الأم للمشيمة الخاصة بها بعد الولادة بات يلقى رواجا كبيراً فى السنوات القليلة الماضية، وذلك بعد ترويج بعض الناس لها على أنها وسيلة صحية وسريعة للوقاية من العديد من المشاكل الصحية التي قد تتعرض لها الس يدات وليس الأم فقط بعد الولادة، ودرجت الموضة حالياً على أن المشيمة تحمي من الاكتئاب وتحسن المزاج وتزيد مستويات الطاقة، وتعدّ علاجا ناجعاً للشيخوخة وزيادة النضارة، وطول العمر!
ومع أن موضوع تناول المشيمة ليس بالأمر الجديد، إلا أن العديد من المشاهير لجأت إليه فى السنوات القليلة الماضية خاصة بين الممثلين في هيولوود، ذلك مما جعل منه أمرا أكثر رواجاً من أي وقت مضى، كما وروجت لهن طريقة حفظها وبيعها، وظهرت بعض الشركات التي صنعت منها كبسولات تتناولهن يوميا 3 مرات، مقابل 300 دولار أو أكثر، كما أعلنت إحدى هذه الشركات.
لكن يجدر التوضيح في شأن هذا الموضوع مرات ومرات كلما سنحت الفرصة، بأن تناول المشيمة لم تثبت له أية فوائد علاجية بعد بشكل علمي، ويفضل الابتعاد عن هذا النوع من الممارسات الذي قد يلحق الضرر بالشخص والأجنة الجديدة إذا رغبت في الحمل بعد ذلك، علما أن الدراسات كثيرة على المشيمة المأخوذة من الفئران لأغراض صيدلانية أو الملوثات البيئية، أو لتقييم الأوعية الدموية الأمومية الجنينية المعزولة مع إزالة المشاركة العصبية أو المناعية الجهازية وغير ذلك.