ما زالت مجازر الصهاينة وانتهاكاتهم مستمرة منذ السابع من أكتوبر حتى تجاوزت أعداد الضحايا 18600 ضحية أكثرهم من الأطفال، والعدد في ازدياد، فلا حول ولا قوة إلا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل على ما يحدث لأهلنا في فلسطين وللمسلمين الضعفاء.
إن شعب فلسطين ثائر ولا يدعمه سوى الإعلام الحر في هذه القضية، وهو في انتظار الفرج والتحرير واسترجاع الأرض والخلاص من العدو الغاشم المحتل منذ أربعينيات القرن الماضي، ومع هذا فإن أكثر قادة العالم الذين يدّعون دعم السلام لاذوا بالصمت والتجاهل لما يحدث للأبرياء في فلسطين.
إن دفاع الفلسطينيين عن أرضهم لا يتوقف رغم بساطة أسلحتهم مقابل أسلحة العدو الفتاكة التي يقصف بها الأطفال والرضع والنساء! فأي حرب هذه التي أكثر قتلاها من المدنيين الأبرياء العزل؟! أي حرب هذه التي انعدمت الإنسانية فيها من الرحمة والإحساس وساد الصمت المريب؟! أي حرب هذه التي تهدم المبادئ قبل المنازل بأسلحة دمار ممنوعة على رؤوس المدنيين والأحياء الذين مازالوا تحت الأنقاض؟! أي حرب هذه التي تقصف المستشفيات المليئة بالجرحى والمرضى؟ أي حرب هذه التي يتعمد العدو فيها تجويع البشر وتعطيشهم؟ ولماذا هذا الصمت؟ لماذا لا يحرك زعماء العالم ساكناً؟! ولماذا هذا التخاذل العالمي الكبير بحق الإنسانية؟ هل بسبب حماس التي تدافع عن أرضها أمام هذا العدو القوي؟
إن الله أقوى منهم جميعا، ونحن أقوى بصبرنا وعزيمتنا وإيماننا بأن النصر لنا ولو بعد حين بإذن الله، فهو عدو منذ الأزل ولو أبرم آلاف الاتفاقيات والمعاهدات الكثيرة من أجل السلام، فإنه عدو الدين، عدو الأرض، وعدو الإنسانية والرحمة، وعدو الأطفال.
للأسف أن ما نشهده من العالم وقادة السلام وحقوق الإنسان لا يتعدى اتهام العدو وإدانته كذلك شفهياً دون وقف للحرب، ودون وقف القتل والتشريد، حتى جمعية حقوق الإنسان والأمم المتحدة لم تسهما في إيقاف الحرب، بل أصبح الجميع خدعة كبيرة.
حتى المساعدات في شتى البقاع لا تكاد تصلهم بسبب القتال، والحمد لله أن دولة الكويت كانت وما زالت سباقة للعمل الخيري، والسعي في مساعدة المظلومين والمحتاجين ومنكوبي الحروب، وهذا فخرٌ لنا ولحكامنا من قديم الزمان، وحفظ الله بلادنا ونصرنا على أعدائنا وأعداء ديننا.