لقطات من المسلسل التلفزيوني الإنكليزي «التاج»، الذي يتناول سيرة الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، تعود إلى أحداث عام 1964، عندما أظهرت الملكة وهي تتناول فطورها في حين يتابع زوجها الأمير فيليب على الطرف الآخر من المائدة الانتخابات البرلمانية البريطانية تلفزيونياً حول نجاح رئيس الوزراء البريطاني الأسبق هارولد ويلسون ذي الميول الاشتراكية.
يبدو أن الملكة لم تكن تشاهد التلفزيون، لانشغالها بتناول فطورها بطريقة أزعجت الأمير فيليب، الذي يرفع صوت التلفزيون ليتابع سير الانتخابات، تتناول الملكة ورقة كانت أمامها لتقرأها وتقول: ونستون تشيرشل أصيب بجلطة ثالثة!! يجب أن أزوره بعد الظهر، يفاجئها الأمير فيليب بأنه نمى إلى علمه أن السيد هارولد ويلسون عميل لاستخبارات الاتحاد السوفياتي، فتستغرب من هذا الاتهام الذي أطلقه زوجها لتقول إنها تشك في مثل هذه الأقاويل... لقطة أخرى تبين الملكة وهي تدخل على السير ونستون تشيرشل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق الذي كان ممدداً على سريره، ويتابع الأخبار التلفزيونية حول نجاح هارولد ويلسون في الانتخابات، لتحييه قائلة:
الملكة: عزيزي تشيرشل.
تشيرشل (يهم بالاعتدال في سريره): جلالتك!!
الملكة: لا تتحرك... كيف حالك؟
تشيرشل: ممتن لحضورك.
الملكة (تهم بالجلوس وهي تلتفت ناحية التلفزيون): ما رأيك بالانتخابات؟
تشيرشل: أظن أن علينا أن نواجه رياح الاشتراكية الباردة التي تهب على البلاد مرة أخرى، ما كان يجب أن أخبرك بهذا (يشير إلى التلفزيون وهو ممسك بنظارته)، حينما كنت رئيساً للوزراء جاءني هارولد ويلسون شاباً يطلب مني الإذن للذهاب إلى روسيا ممثلاً عن... عن...
الملكة: عن مجلس التجارة البريطاني.
تشيرشل: نعم، مجلس التجارة البريطاني، ويلسون كان أول سياسي غربي يتخطى الستار الحديدي، أتذكر أنني استحسنت فكرة عدم مفارقة مراقبة هذا الشخص، وغيره، لرؤية صورة واضحة لكل من له الغلبة في الفوز بالانتخابات.
الملكة: لا أستطيع تصور كيف سيكون الوضع مع رئيس وزراء لا يتحلى بثقتي، حين أفكر في أحوال الأمور معك.
تشيرشل: كنتُ متنمراً فظيعاً.
الملكة: كنت ملاكي الحارس، السقف الذي يحميني، عمودي الفقري الذي يدعمني، والذي زاد قلبي شدة، كنت البوصلة التي أرشدتني ووجهتني، لست أنا وحدي، كلنا... (اغرورقت عينا الملكة بدمعة زادت لمعانهما، وهي تواصل حديثها لتشيرشل وتنظر عبر النافذة) ماذا كان يمكن أن يحدث لبريطانيا العظمى من دون أعظم بريطاني.
التفتت إلى تشيرشل لترى أن النعاس أخذه بعيداً عن إطراءاتها الصادقة، فتقترب من سريره لتأخذ نظارته من يده وتضعها بالقرب منه، ثم تطبع قبلة على جبهته وتغادر المكان بهدوء.
سير ونستون تشيرشل، يكبر الملكة إليزابيث الثانية بـ52 سنة، هو أشهر رئيس وزراء بريطاني وهي أشهر ملكة في تاريخ بريطانيا العظمى، ورغم فارق العمر والخبرة السياسية، ورغم إنجازاته التاريخية الخالدة، كان عندما يقف بين يدي الملكة يبدو كتلميذ يقف أمام أستاذه، لشدة تقيده بالبروتوكولات الملكية ولشدة احترامه وتوقيره للملكة.
في ستينيات القرن المنصرم كانت أصابع الإشاعات مخطئة حين وصفت رئيس الوزراء البريطاني الأسبق هارولد ويلسون بأنه عميل للمخابرات الروسية (الكيه جي بي)، والحقيقة أن حارس المقتنيات الفنية بالقصر هو من كان عميلاً لها. (ملخصات من المسلسل المذكور).