احتجبت عن الكتابة هنا قرابة العام وذلك لانشغالي بإنتاج مختلف الأعمال الفنية التشكيلية، حيث كان عاماً حافلاً خرجت فيه عن إطار ما هو مألوف ودائرة الراحة، فحصدت العديد من النجاحات التي كانت نتيجة العمل المستمر والاجتهاد على مدى سنوات طويلة.
في يناير شاركت ببرنامج الإقامة الفنية في مركز بروميناد الثقافي في حولي، وذلك بالمشاركة مع الزميل الفنان الراقي محمد الحمد، حيث تناولنا موضوع الهوية ثم قمنا بعرض أعمالنا في صالة عرض المركز واختتمنا الإقامة في إبريل، وتلا ذلك مباشرةً مشاركي بعدة أعمال فنية لتمثيل الكويت في معرض بينالي البندقية للعمارة، وهو أحد أهم المعارض العالمية المعنية بمختلف مجلات الفنون والعمارة، وذلك ضمن مجموعة Rethinking Kuwait، حيث تناولت أعمالي تاريخ الكويت العمراني– لا سيما التراث الحديث- وأهمية الحفاظ عليه، وكيفية تطوير سبل التنقل في الكويت عن طريق استخدام المترو.
أتى بعد ذلك المشروع تعاوني مع الفنان الموسيقي العالمي ويل ماجد المعروف بـBalkan Bump لعمل أعمال فنية لألبومه، وكانت فرصة جميلة للوصول إلى العالمية حيث تزين أعمالي الفنية موسيقاه على المنصات العالمية كمنصة spotify السماعية.
لمشاهدة الأعمال الفنية المذكورة وأعمال أخرى بإمكانكم متابعتي على «إنستغرام» @kw.miniature أو الاطلاع على معرضي الافتراضي: https://www.behance.net/dana_alrashid
خلال هذا العام الحافل أدركت مدى وقع الصورة على الأنفس، لا سيما في زمن السوشال ميديا التي لا تتعدى قدرة تركيز الفرد فيه الثلاثين ثانية.
لذا، تصبح الصورة أداة فعالة في إيصال كم من المشاعر والأفكار يفوق الكلمة المسكينة التي هجرها قراؤها! فالصورة تصل قبل الكلمة إلى العقل الباطن، مجتازة بذلك العقل الواعي ومقاوماته بصورة شبه سحرية، والصورة من جانب عملي تتميز ببلاغتها وسهولة تداولها عبر الأثير، فهي تختصر مئات الكلمات.
والعمل الفني الجيد هو الذي يجعلك تكتشف شيئاً جديداً كلما خضت في تفاصيله، والفن الحقيقي هو الذي يحرك فيك المشاعر العميقة أو يجعلك تعيد التفكير في أمور ظننتها من المسلمات.
إذاً لماذا نكتب؟ نكتب كي نحافظ على الكلمة من الانقراض! ونكتب لأن للكلمة قدرة على أخذنا إلى عالم الفكرة المجردة، فالكلمة أداة تعيننا- نحن البشر المحدودين- على التفكير بموضوعية، والكلمة توثيق للأحداث الواقعية وسرد مسهب للخيال وأعمق المشاعر، لذا فالكلمة والصورة مكملان لبعضهما.
أدرك أن الطريق الإبداعي ما زال طويلاً، لذا سأبذل المزيد من الجهد لابتداع أعمال تسرد حاضرنا وما يمكن أن يكون عليه مستقبلنا، فتمس بذلك قلوب الناس وتسكن في ذاكرتهم، فترقبوا المزيد!