كان انعقاد مؤتمر فلسطين واستدامة الصمود الذي أقامه المنبر الديموقراطي الكويتي بجهد وتعاون وتنسيق مع الحركة الدستورية الإسلامية فرصة ثمينة مستحقة الثناء، فمن جهة كانت مبادرة متقدمة من قوى مجتمعية مدنية وإسلامية لإظهار اللحمة الوطنية والفزعة الكويتية– مع تجاوز التباينات واختلافات وجهات النظر– تجاه القضايا القومية العربية وخاصةً القضية الفلسطينية، ومن الجهة الأخرى كانت فعاليات المؤتمر وندواته زاداً من المعرفة ونضوج الوعي تجاه تفاصيل القضية الفلسطينية، جذورها وأسبابها وإرهاصاتها وأهم منعطفاتها التاريخية والحالية.

ضيوف المؤتمر من داخل الكويت وخارجها، من الكويتيين والإخوة العرب، فعلى سبيل الذكر لا الحصر كان من الضيوف اللامعين الدكتور أنيس قاسم من فلسطين الذي استعرض اتفاقيات أوسلو وتداعياتها الجسيمة على مستقبل القضية الفلسطينية، راهنةً السلطة الفلسطينية ورئيسها كضامن لأمن المستوطنات والمستوطنين الصهاينة، واعترافاً من منظمة التحرير الفلسطينية بحق الكيان الصهيوني بالوجود والاستيلاء على معظم الأراضي الفلسطينية، بالإضافة للدراسة القيّمة التي قدمها المناضل رضى الموسوي من البحرين الشقيقة، حيث انبرى لشرح كيفية انهيار السرديات الدينية والتاريخية للصهيونية، واستعرض مخاض معاهدات التطبيع الصهيونية مع بعض الدول الخليجية والعربية، شارحاً بإسهاب نصوصها وتداعياتها السلبية على الدول العربية المطبعة، مؤكداً الرفض الشعبي القاطع تجاهها، بالإضافة للعديد من المحاضرين النجباء الذين يقصر المقام عن ذكر أسمائهم ممن أتحفوا الحضور بشرح العلاقة التاريخية بين الشعبين الشقيقين الكويتي والفلسطيني، فأسهبوا وأبدعوا في بيان تأثيرات معركة «طوفان الأقصى» على شتى الجوانب السياسية والاقتصادية والقانونية والعسكرية والأمنية، وتداعياتها المباشرة وغير المباشرة دولياً وإقليمياً وعربياً، بل يحق لنا القول إن المرحلة الراهنة هي حد فاصل قبل «طوفان الأقصى» وبعدها لم يزل زلزالها لم يلفظ حمم توقعاته المستقبلية بعد.

Ad

شكر وامتنان للمنبر الديموقراطي الكويتي وللحركة الدستورية الإسلامية لهذا الجهد المشترك والمبادرة الخلاقة، وليكن شعاركما «معاً نتوجه إلى القدس».