شوشرة: واشنطن واللوبي الصهيوني
الدور الأميركي في تعميق فجوة الصراع والجرائم الوحشية التي ترتكب في غزة لا يزال مهيمنا على الموقف دون اكتراث بالمطالبات الدولية لوقف فوري للمسلسل الدموي، بل تقود واشنطن هذه الحرب الإجرامية لأنها جزء من السياسة الفاشية للإدارة الأميركية التي تنطلق حربها من تدمير الإنسانية التي تدعي أنها أول مناصريها، وما يحدث في غزة كشف كل الأقنعة وبات واضحا أن خدعة الشعارات تندرج تحت اللوبي الصهيوني المتمركز في إدارة بايدن.
فالدولة التي تدعي أنها تقود العالم عبر سياستها الخادعة اخترقت كل المنظمات الدولية وقراراتها ومواقفها التي لا تحرك ساكنا سوى الشجب والاستنكار أمام مذابح يومية لا تعد ولا تحصى، للقضاء على الأهالي وتحقيق مخطط التهجير والاستيلاء على غزة للاستمرار في سياسة الاحتلال التي ستطول منافذ أخرى لتشكل خطرا على المنطقة بأكملها. ورغم أن سياسة الاستيطان التي طالت بعض الأنظمة العربية والإسلامية، ومع التحرك الذي تقوده بعض الأطراف التي وضعت الآمال على إدارة بايدن للتدخل ووقف المجازر وفشلها في تحقيق ذلك، فإن الأزمة تدخل مجددا في مفترق طرق، وهنا يكمن دور المنظمات الدولية المتحررة من التدخل الأميركي- الصهيوني بأن تواصل جهودها بفضح هذا اللوبي والمطالبة الفعلية بمحاسبته لأنه صورة مطابقة لمجرمي الحروب الذين كانوا يعدون إرهابيين، وإن المنظمات التي يدّعون أنها إرهابية مكشوفة ومعلومة للجميع أما هذا اللوبي فيتخفى في عدة أقنعة ويتلون حسب المصالح.
إننا أمام وضع خطير ستنكشف معه مخططات العبث بحقوق الفلسطينيين الذين تُسلب حقوقهم أمام المجتمع الدولي الذي يناور في تصريحاته الاستنكارية دون أي تحرك جاد لوقف هذه المجازر التي تقتل الأبرياء، وإن منظمة الأمم المتحدة التي كشفت للعالم أجمع حجم الكارثة والجريمة في غزة أصبحت اليوم أيضا أسيرة الدول الكبرى التي تتحكم فيها وبالوضع العام وتثير الفوضى وتختلق الأزمات بالريموت كنترول.
الأمر الأهم يجب ألا ننسى أهلنا وإخواننا في غزة التي لا تزال تنزف في كل لحظة، ولا يزال الشعب الفلسطيني ينتظر منا الكثير لتحريره من براثن المحتل الصهيوني، ولا يزال ينتظر تفعيل القرارات التي صدرت في اجتماعات العرب حتى لا تبقى مجرد حبر على ورق كالعادة.
آخر السطر: لو تعلمنا رمي الحجارة من أهل فلسطين لقضينا على الاحتلال وتصدينا للفيتو الصهيوني.