ترأس وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله، وفد دولة الكويت المشارك في حوار المنامة بدورته الثامنة عشر التي تنعقد أعمالها خلال الفترة من 18 إلى 20 نوفمبر 2022، تحت عنوان «القواعد والمنافسة في الشرق الأوسط».

كما العبدالله في جلسة «المتغيرات الجيوسياسية للطاقة» التي عقدت ضمن فعاليات حوار المنامة 2022 اليوم، وقد ألقى معاليه كلمة خلال المنتدى أكد خلالها على أهمية التعاون الدولي المشترك لمواجهة التحديات التي تشهدها الساحتين الإقليمية والدولية.

حيث قال، «أن دولة الكويت تقع في قلب منطقة حيوية غنية بالموارد وشهدت نصيبها العادل من عدم الاستقرار في هذه المنطقة المضطربة»، وأضاف أن «دولة الكويت تقوم بدورها ووفق مبادئها وثوابتها في حماية الاستقرار السياسي وصون أمن الطاقة وإمداداتها في المنطقة والعالم».

Ad


كما شدد على أهمية وقف التصعيد والحوار لمواجهة التحديات الجسام التي تشهدها دول العالم جراء عدم الإستقرار السياسي، مشيداً في هذا السياق بالتطورات الإيجابية التي شهدها العالم عقب القمة الأمريكية الصينية الأخيرة دعماً للاستقرار العالمي.

وقال «نحتاج أيضاً إلى النظر في عاملين أساسيين يؤديان إلى تفاقم توقعات أمن الطاقة»:

الأول، الاستعداد لمواجهة أي احتمالية لركود اقتصادي، واتخاذ إجراءات جماعية من قبل الدول المنتجة للنفط والدول المستهلكة في هذا الإطار، ووضع تصور لما ستتحمله أسواق النفط في عام 2023، واتخاذ قرارات حيالها، قائلاً «قرارات من هذا النوع ليست سياسية بل وجودية».

والثاني، ضمان تدفق سلاسل إمداد الطاقة والحاجة إلى زيادة الاستثمار في عمليات التنقيب والاستخراج والتصدير النفطي، وتطوير مصافي النفط ومصانع التكرير وحماية الدول المنتجة والمستهلكة لضمان أمن الطاقة وإمداداتها، ونوه على أنه «لا يمكن للمرء أن يتجاهل آثاره الخطيرة على المناخ، حيث يشكل تغير المناخ تهديداً وجودياً وتحدياً ليس فقط مستقبلياً بل نعيش تبعاته في تاريخنا المعاصر، وعلى جميع دول العالم تكريس جهودها المشتركة للتصدي لتبعاته، فهو تهديد عابر للحدود يهدد مصير الأجيال القادمة».

كما شدد على أهمية الالتزام باتفاقية باريس للمناخ وكل القرارات الصادرة عن القمم والمؤتمرات للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ، واستعرض معاليه جهود دولة الكويت في هذا الإطار، والخطوات الكبيرة التي اتخذتها للحد من الانبعاثات الكربونية في قطاعي النفط والغاز ومساعيها لتحقيق أهدافها بحلول عام 2050 بهذا الملف، والوصول إلى الحياد الكامل للكربون بحلول عام 2060.

وذكر أن مواجهة تغير المناخ والأمن والازدهار عوامل مترابطة، وأنه لا يمكننا ببساطة التركيز على الجانب المناخي، دون النظر إلى كل من أمن الطاقة وعناصر الازدهار الاقتصادي لهذه المقاييس المتوازنة بدقة، وأن عدم استقرار أسواق الطاقة لها آثار على الاقتصاد العالمي وتبعات هذا الأمر تعد تهديداً مباشراً على الدول والشعوب والتحديات الجيوستراتيجية المترتبة على ذلك، قائلاً «بينما تستعد أسواق الطاقة لما هو آت... مع اشتداد الصراعات، وركود عالمي يلوّح في الأفق... وخاصة مع دخول فصل الشتاء، وحاجة الشعوب للأساسيات المعيشية المهددة... علينا كدول العالم أجمع أن نتحد اليوم أكثر من أي يوم سبق التاريخ».

جدير بالذكر أن حوار المنامة يعقد بشكل سنوي في مملكة البحرين الشقيقة بمشاركة العديد من دول المنطقة والعالم بتنظيم المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، لتبادل الرؤى ووجهات النظر حيال التحديات الأمنية، والاقتصادية، والسياسية على الساحتين الإقليمية والدولية.