طهران تتوعد واشنطن بـ «مشكلات استثنائية» في البحر الأحمر
العراق يوقف 13 شخصاً بينهم مسؤولون بأجهزة أمنية متورطون في هجوم صاروخي على السفارة الأميركية
رغم مواصلة جماعة الحوثي في اليمن هجماتها على السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتوجهة إليها، حذر وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني من أن الولايات المتحدة «ستواجه مشكلات استثنائية كبيرة» إذا شكلت قوة دولية في البحر الأحمر.
وقال أشتياني: «لدينا سيطرة في البحر الأحمر وكل الدول حاضرة فيه، ولا يمكن لأحد المناورة هناك»، مضيفاً: «المنطقة لم تعد لديها مساحة لأي شخص للتحرك أكثر وسيكون صراع قوى. وبالتأكيد لن يفعلوا مثل هذا الشيء، وإذا أرادوا أن يفعلوا مثل هذا الغباء فسوف يواجهون مشاكل هائلة».
في أول تأكيد رسمي على إصرار واشنطن على توسيع مهام الفرقة 153، قال المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ، في تصريح لوكالة رويترز نشرته أمس، إن الولايات المتحدة تريد تشكيل «أوسع تحالف بحري ممكن لحماية السفن في البحر الأحمر، وإرسال إشارة دولية مهمة إلى الحوثيين بأنه لن يتم التسامح مع المزيد من تهديداتهم للشحن البحري الدولي».
ونقلت «رويترز» عن ليندركينغ، خلال مشاركته في مؤتمر الدوحة، أن الولايات المتحدة تهدف إلى توسيع قوة المهام المشتركة 153 لتصبح «تحالفاً دوليا يخصص بعض الموارد لحماية حرية الملاحة».
واشنطن تعمل على تحويل «القوة 153» إلى تحالف دولي بحري
وفرقة العمل الحالية في البحر الأحمر وخليج عدن، «الفرقة 153»، هي تحالف يضم 39 دولة، بقيادة نائب أميرال الأسطول الخامس الأميركي المتمركز في البحرين.
وأوضح ليندركينغ أن «هناك تقييماً نشطا جدا يجري في واشنطن حول الخطوات اللازمة لحمل الحوثيين على وقف التصعيد»، داعيا الجماعة اليمنية إلى إطلاق سراح طاقم السفينة جالاكسي ليدر التي احتجزتها في 19 نوفمبر، وأحجم عن تحديد الدول أو عدد البلدان الأخرى التي تواصلت معها واشنطن للانضمام إلى التحالف الموسع، لكنه قال إنه يجب أن يكون «أوسع تحالف ممكن».
وكشف مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان الأسبوع الماضي عن محادثات مع دول أخرى بشأن قوة عمل بحرية «تضمن المرور الآمن للسفن في البحر الأحمر».
ومع تدخل الحوثيين ضد العدوان على قطاع غزة بمهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل، والمتوجهة إليها، وإطلاق مسيرة وصواريخ عليها من على بعد أكثر من ألف ميل، عززت واشنطن وجود قواتها البحرية مع فرنسا وبريطانيا في البحر الأحمر، وقررت تشكيل تحالف دولي لتأمين الملاحة على مساحة 3 ملايين ميل بحري بالمياه الدولية بمشاركة 40 دولة.
هجوم حوثي
وفي توضيح لأحدث عمليات استهداف السفن في البحر الأحمر، قالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في وقت مبكر، أمس، إن المدمرة ميسون التابعة لها أطلقت النار على مسيرة جوية انطلقت من منطقة الحوثيين أثناء الاستجابة لنداء من الناقلة «أردمور إنكاونتر» التي ترفع علم جزر مارشال.
وأوضحت «سنتكوم» أن الناقلة تعرضت لهجوم من الحوثيين مساء أمس الأول، مبينة أنهم في البداية حاولوا الصعود من زورق على متن الناقلة، وعندما لم ينجحوا أطلقوا صاروخين من مناطق يسيطرون عليها في اليمن، لكنهم أخطأوا التسديد.
ووصفت بعثة الاتحاد الأوروبي أمس الهجمات المتعددة من المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين بأنها تهدد الملاحة الدولية والأمن البحري، ومثل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي، معتبرة أن «تدخل الحوثيين في الحقوق والحريات الملاحية في المياه حول شبه الجزيرة العربية، أمر غير مقبول».
الخط الأحمر وساعر
واتهم الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ جماعة الحوثي «بتجاوز الخط الأحمر في البحر الأحمر»، ودعا الولايات المتحدة إلى تعزيز الأنشطة الأميركية الموجهة ضدهم، وتشكيل تحالف دولي فعّال لوقف تهديد الملاحة الدولية.
وشدد هرتسوغ، على منصة «إكس»، على «أهمية تحرك المجتمع الدولي بقوة وتوحيد الجهود للتصدي للتهديد الخطير لجماعة الحوثي المدعومة من إيران على الاقتصاد والتجارة العالميين».
وفي تصريح مماثل، هدد مسؤول المكتب السياسي للحوثيين حزام الأسد، أمس، بضرب الفرقاطة ساعر 6، التي دفعت بها إسرائيل في البحر الأحمر، موضحا أن مصيرها سيكون مثل «ساعر 4»، التي استهدفها «حزب الله» بصاروخ في البحر الأبيض المتوسط خلال حرب لبنان الثانية 2006.
وكتب حزام: «لن يجرؤوا لأنهم جبناء وغير مستعدين لخسارة 430 مليون دولار، ولعل مصير ساعر 6 في البحر الأحمر سيكون كمصير ساعر 4 في البحر الأبيض المتوسط بعون الله»، مبينا أن «موقف الجمهورية اليمنية، قيادةً وجيشاً وشعباً، أوقفوا العدوان والحصار عن أهلنا في غزة أولاً، ثم تحدثوا عن عمليات قواتنا البحرية ضد السفن الإسرائيلية».
وقبل ساعات، دعا القائد الأعلى للقوات الحوثية مهدي المشاط إلى «رفع الجاهزية لمواجهة التحديات وكل الاحتمالات»، معتبراً أن «الأمة الإسلامية تخوض مرحلة حساسة في صراعها مع العدو الأميركي الذي طغى في الأرض، ودفاع اليمن عن فلسطين والقدس ومساندة غزة هو دفاع عن اليمن والأمة».
العراق والسفارة
وفي العراق، أعلن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، أمس، اعتقال عدد من المتورطين في قصف السفارة الأميركية في 8 ديسمبر الجاري ولأول مرة منذ عام، مبينا أن عددا منهم على صلة بالأجهزة الأمنية.
وقال رسول، في بيان، «بجهد فني واستخباري مكثف نجحت الجهات المختصة قبل ذلك في التوصل الى من ساعد الجناة وقدم لهم الدعم اللوجستي للوصول الى منطقة التنفيذ وإخلائهم منها»، مشيرا إلى أنه تم توقيفهم تمهيدا لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
وشدد على أن جهود البحث والتحري لا تزال مستمرة للوصول إلى كل من أسهم في هذا الاعتداء، مؤكدا أن يد العدالة ستطالهم ليمثلوا أمام المحاكم المختصة وينالوا جزاءهم العادل وفقا للقانون.
وتابع: «لا يمكن السكوت أو التغاضي عن مثل هذه الاعتداءات لما تمثله من تهديد جدي لأمن البلد واستقراره، وما تسببه من ضرر بسمعة العراق وكرامته وتشكيك في مصداقيته كدولة ذات سيادة قادرة على الإيفاء بالتزاماتها الدولية وضمان سلامة مواطنيها والمقيمين فيها، لا سيما البعثات الدبلوماسية».
وقال مصدر أمني في بغداد إن عدد الموقوفين بالهجوم الأول الذي يطال السفارة مذ بدأت الفصائل الموالية لإيران شن هجمات بمسيرات وصواريخ ضد القوات الأميركية في العراق وسورية بعد اندلاع حرب غزة، هو 13 شخصاً وعدد منهم في الأجهزة الأمنية.
وتبنت تلك الهجمات «المقاومة الاسلامية في العراق»، التي تضم مقاتلين في فصائل مرتبطة بالحشد الشعبي، وهو تحالف يضم عدة فصائل مسلحة باتت منضوية في القوات الرسمية.
وعشية الإعلان، رفعت السلطات العراقية حالة التأهب العسكري لأقصى مستوياته، وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء محمد السوداني وجه بدخول القطاعات العسكرية درجة الإنذار (ج)، وأمر بإيقاف الإجازات اعتبارا من أمس وحتى الأربعاء المقبل.
وفي سورية، تصدت القوات الأميركية خلال 24 ساعة لهجمات جديدة من الفصائل الموالية لإيران على قواعدها بالحسكة والتنف ودير الزور.
وأفاد المرصد السوري بأن القوات الأميركية تصدت فجر أمس لهجوم بطائرة مسيرة على قاعدة الشدادي بريف الحسكة، بعد ساعات من مهاجمة الفصائل الموالية لإيران قاعدة التنف عند المثلث الحدودي مع العراق والأردن بطائرات مسيرة وقذائف صاروخية.
وأضاف المرصد أن انفجارات دوت في القاعدة الأميركية بحقل كونيكو للغاز بريف دير الزور، جراء هجوم بطيران مسير وقذائف صاروخية انطلقت من ضفة الفرات الغربية ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري والفصائل الموالية لإيران.