بعد أسبوع من إعلان نيته خوض الانتخابات الرئاسية العام المقبل، ما يضمن بقاءه في الكرملين حتى 2030 على أقل تقدير، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، في أول مؤتمر صحافي سنوي له منذ غزو أوكرانيا في فبراير 2022، ثقته مجدداً بانتصار بلاده هناك، متسلحاً بالصعوبات الأخيرة لـ «كييف» في أرض المعركة وفي أن تضمن تدفق المساعدات الغربية لها.
وشدد بوتين «71 عاماً»، الذي بدا مرتاحاً في المؤتمر، على أن أهداف بلاده من تلك الحرب «ما زالت كما هي، يجب أن تكون أوكرانيا دولة منزوعة السلاح وحيادية ترفض عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)»، معتبراً أن «السلام سيأتي عندما نحقق أهدافنا»، وهو ما رأى فيه مراقبون عرضاً للغرب لدعوة أوكرانيا إلى الاستسلام.
جاء ذلك في وقت تبدو أوكرانيا في أسوأ وضع منذ بدء الحرب، مع فشل هجومها المضاد الصيفي في تحقيق تقدم يذكر، في وقت يتلاشى الدعم الغربي لها بسبب تململ بعض المشرعين الأميركيين واحتكاكات مع الاتحاد الأوروبي.
وأشار بوتين، على ما يبدو، إلى تلك النقاط مؤكداً أن ما يقرب من عامين من العقوبات الغربية والعزلة الدولية لم تلحق أضراراً تذكر باقتصاد روسيا أو معنوياتها. وقال «هناك ما يكفينا ليس فقط للشعور بالثقة، بل للمضي قدماً».
في سياق آخر، أفاد بوتين برغبته في أن «تتوصل موسكو وواشنطن لحل لضمان الإفراج عن أميركيين اثنين تحتجزهما موسكو بتهم التجسس».
وقد تزامن المؤتمر الصحافي مع قمة حاسمة في بروكسل أملت من خلالها أوكرانيا ضمان مسار واضح للعضوية في الاتحاد الأوروبي. لكن تلك التطلعات عرقلها رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان حليف بوتين، الذي أثار توتراً في كل من كييف وبروكسل بمعارضته انضمام أوكرانيا.
وقبل انطلاق المحادثات الرسمية في بروكسل، قال أوربان: «لا يوجد سبب لمناقشة أي شيء نظراً لعدم استيفاء (أوكرانيا) الشروط المسبقة (للانضمام)».
ودفعت استعادة القوة العسكرية الروسية الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» ينس ستولتنبرغ للتحذير أمس، من أن بوتين يمكن أن يهاجم دولاً أخرى إذا تراجع الدعم العسكري الغربي لكييف.
وقال ستولتنبرغ في بروكسل: «إذا انتصر بوتين في أوكرانيا، فهناك خطر حقيقي من عدم توقف عدوانه عند هذا الحد»، مضيفاًً: «دعمنا ليس صدقة بل هو استثمار في أمننا».