أصدر الكاتب بشار خليفوه كتاباً من إعداده ودراسته وتحقيقه بعنوان «يحيى الربيعان ونضاله في النشر والتحقيق وحماية الثقافة 1941–2017»، نشرته شركة الربيعان للنشر والتوزيع، وجاء الكتاب في 212 صفحة، وينقسم إلى القسم الأول النشأة والتكوين، والقسم الثاني البداية الجادة وأثرها في تكوين الشخصية الثقافية 1961 – 1974، القسم الثالث الموت من أجل الوعي الثقافي المجتمعي 1975 – 1986، القسم الرابع نضوج الفكر 1984 – 2006، القسم الخامس النكسة والأيام الأخيرة 2007 – 2017، الملاحق، السيرة الذاتية المقابلات، المقالات، صور من حياته.

نصرة الكتاب

وكتب خليفوه في مقدمة إصداره: «لقد عاش يحيى الربيعان مناضلاً في الدفاع عن كرامة الكتاب، فهو يرى من خلال فكره ومسيرته ونشاطه أن الكتاب منجاة البشر من عالم الجهل إلى عالم الرقي والحضارة، فلم يمر في تاريخ الكويت رجل مثقف قام بنصره الكتاب كما فعل الربيعان، بالإضافة إلى كونه كاتباً وباحثاً ومفكراً اجتماعياً وناشطاً إنسانياً ومراقباً سياسياً فهو يهتم بكل أمر يدعو إلى الإصلاح والتطور، وحل كافة العوائق التي تؤخر حياة الناس وتطورهم تجاه سلم الحضارة».
Ad


ولفت إلى أنه تعرّف على الربيعان بدءاً من عام 2004 فقد كان مثال المعلم الناصح لكل فكرة أناقشه بها، إضافة إلى أنه يسهل الطريق أمام الباحثين، إذ فتح له باباً للتواصل والاستفادة والقراءة لكل من الأديبين عبدالله زكريا الأنصاري، وأحمد زين السقاف رحمهما الله حيث التقى بهما عن طريق وساطة الربيعان وقد استفاد منهما الكثير.

وأوضح خليفوه أن «الحديث عن حياة وفكر يحيى الربيعان به الكثير من المثيرات الفكرية التي تدعو إلى تحفيز النشاط الثقافي لدى القارئ والمثقف والمهتم، إذ جمعت شخصيته بين الثقافة والفكر والبحث العلمي لذلك رأيت من العناية والاهتمام أن أقدر دراسة وترجمة عن حياة يحيى الربيعان رحمه الله».

وبين أنه اعتمد على هذه الدراسة كمادة وثائقية متنوعة لحياته رحمه الله، وذلك خلال مجموعه كبيرة من الوثائق والمراسلات والصور الشخصية واللقاءات الصحافية، والإذاعية والتلفزيونية إضافة إلى دراسة مؤلفاته معتمداً على منهج التحليل والتفسير المستند على زيارته ولقاءاتي المتكررة له رحمه الله».

سيرة توثيق

وفي كلمة الناشرة فجر يحيى الربيعان، قالت» إن الذي حفزني على إعداد هذا الكتاب ونشره عن نشاطات المرحوم يحيى الربيعان والذي ما كان له أن يجد إلى الساحة الإعلامية سبيلاً، رغم المكانة الخاصة له في قلبي وسيرته الطيبة الأثر لدى الكثيرين الذي لولا إلحاحهم وإصرارهم بطلب عمل سيرة توثيق له متكئين على ابسط حقوقه علي وهو من باب البر ما نزل بي كالصاعقة وكأنني كنت غائبة عنها. وما كان إصرار وحث الكثير إلا لأنه رجل ذو بصمات كثيرة وواضحة ومليئة بكل الجوانب ومنهم أخص بالذكر الأستاذ بشار محمد خليفوه الذي التقاني في مقر عملي وظل متواصلاً يدفع بي بحماس منقطع النظير للتمسك بإرث المرحوم الزاخر لما له من علامات بارزة والتي تؤثر على مواصلة مسيرته بل وتوثيقها»، لذا هرعت للعمل على شحذ الهمة ما استطاعت.

وذكرت في مقدمة الكتاب بعضاً من تطلعاته وأحلامه التي حال القدر دون تحقيقها مطالباً بها في كل منبر ومحفل إعلامي وهو السعي نحو تأسيس وإقامة اتحاد ناشرين كي يحمي الناشر والمؤلف ويطالب بحد الأسعار وارتفاع الرسوم للاشتراك، التي تستفيد منها وزارة المالية دون تقديم أي مقابل كدعم إعلاني ووضع حماية للحقوق الفكرية التي أصبحت السرقات لها عادة متعارفاً عليها وغيرها من المشاكل، وأيضاً العمل إقامة مشروع مركزي متكامل يضم الشركات ودور النشر ويرقى بصناعة الكتاب كما في الخارج، بالإضافة إلى إقامة معرض كتاب محلي دائم لتشجيع حركة النشر وغيرها من المطالبات الداعمة لصناعة الكتاب من أجل جيل مثقف وواع ما يصب في النهاية لصالح البلد ونهضته.

تاريخ ثقافي وأدبي

وتابعت «شخصية يحيى الربيعان شخصية لا تنسى في تاريخنا الثقافي والأدبي المعاصر فهو من الذين أمنوا بضرورة رفع راية الثقافة بأنواعها المرئي والمقروء وإبراز الكويت بوجهها المشرق والأخذ بالمبادرة على التطوير وإيصاله للعالم على الصعيدين المحلي والدولي وباتت الكويت بجهود يحيى الربيعان ومن سانده وعاصره من أصحاب الفكر الحر ذات علامة فارقة بين قريناتها في الجغرافيا المحيطة ورائدة في هذا المجال ونظرا لقراءاته الكثيرة والمتعمقة وكتاباته الثرية التي ترك لنا منها إرثا زاخرا بالأفكار والقيم. فقد أضاف فوق ما كان فكرا جامحا متحررا لا يؤمن بالموروث من الأوضاع مما جعله ينطلق بخطوات واسعة وثابته وإطلاع ثري على الأحداث العربية والقومية ما جعله يسار حركة التجديد والنهوض، لذلك ولغيره من الأسباب فأننا حينما أجمعنا على إعداد هذا الكتاب التذكاري لا نقصد حصر كل إرثه الفكري الثقافي فهو ليس بمقدورنا إنما كل ما استطاع القلم أن يجود به».