لم تكن الغاية من كتاب «مراحل تاريخ الكويت» إضافة إصدار جديد في التاريخ السياسي للكويت، بل هي تبيان على أنه كان على صلة دائمة مع تاريخ العالم، أي أنه يدور فيما يشبه العولمات المتتالية.

والفكرة التي قادت مؤلفي الكتاب، وهما: د. جولي بونيريك ود. فيليب بيتريا، هي إطلاع مختلف القراء على مصادر حديثة وموثوقة، مصادر يصعب الوصول إليها، بسبب توزعها في أبحاث عديدة ومختلفة.

كتاب «مراحل تاريخ الكويت» هو تجسيد عملي للعلاقة الوثيقة بين المركز الفرنسي للأبحاث في شبه الجزيرة العربية (CEFREPA)، والذي يديره الدكتور النشط مكرم عباس، ومقره في الكويت والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
Ad


يستعرض الكتاب، الصادر حديثاً، في كل فصل، آخر التطورات في البحث، ثم يقدِّم بعدها مجموعة من الوثائق، ومعها التعليقات الضرورية. الوثائق الفرنسية التي تضمَّنها الكتاب تضيف إلى العمل قيمة أكاديمية ذات وزن كبير، وتسلِّط الضوء على الكويت، التي تمثل فضاءً حيوياً ومهماً، وله أثر على المنطقة التي يوجد بها، وتؤثر عليه، وفي النطاقين الاقتصادي والاجتماعي، إضافة إلى النطاق السياسي.

هناك أربع سمات أساسية في تاريخ الكويت من عصور ما قبل التاريخ حتى يومنا هذا:

أولاً: أقدمية الحضور البشري في الكويت.

ثانياً: الاختلاف والتكامل.

ثالثاً: الدور المميز في التجارة الإقليمية.

رابعاً: الدور المهم للمجموعات البدوية حتى القرن العشرين، والفئات الحضرية التي حرَّكت النشاط الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.

ترسم الفصول السبعة في هذا الكتاب المراحل الرئيسية من تاريخ الكويت، انطلاقاً من أوائل المستوطنات البشرية في الألفية السادسة قبل الميلاد حتى القرن العشرين، وينطلق كل فصل بمقدمة تاريخية تليها عينات وثائقية بارزة وضعت عليها الشروح والتعليقات التوضيحية.

مُعدو الكتاب حرصوا على تقديم تاريخ جامع للكويت، لذلك تم الاعتماد، إضافة للمصادر المكتوبة، على مصادر ووثائق من نوع آخر، منها الآثار المعمارية ومواد التجارة والخزف والعملات المعدنية والخرائط والصور الفوتوغرافية.

تشير مقدمة الكتاب إلى أنه منذ الثمانينيات نشأ اتجاه في الكتابة التاريخية يمكن تسميته بتيار التاريخ الكوني، أو التاريخ الشامل، يسعى إلى كتابة تاريخ العالم بطريقة جديدة، تأخذ بعين الاعتبار اندراج كل دولة في حركة واسعة لتبادل البضائع والأفكار والاختلاط مع الآخرين في جميع أنحاء العالم.

في الفصل الرابع بعنوان «الكويت في التاريخ الإسلامي في العصر الوسيط» من القرن السادس إلى القرن السادس عشر، خريطة لأهم المواقع الإسلامية في الكويت، وشرح لكيفية انتشار الإسلام، ومعلومات من خلال النصوص السريانية عن المراكز المسيحية في الخليج العربي، والبقايا الأثرية بالمنطقة تشهد على الوجود المسيحي حتى القرن التاسع بعد الميلاد.

احتوى الكتاب على 34 وثيقة، منها النادر والذي ينشر باللغة العربية لأول مرة، علماً بأن الكتاب صدر باللغات الثلاث: العربية والفرنسية والإنكليزية.