ترجل عن هذه الدنيا سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الصباح، إلى دار الخلود بيد بيضاء، تاركاً خلفه إرثاً كبيراً من العطاء وصفات مقرونة بالأفعال، فكان أميراً للتواضع والعفو.
لقد قدر الله، سبحانه وتعالى، أن يرحل أمير الكويت إلى جوار ربه، وأكف أهل الكويت تدعو له بالرحمة والمغفرة، فهو الحاكم الذي أحب شعبه، والحاكم الذي أحبه شعبه، وهو الأب الحنون، حيث أصدر سموه قبل أن تسوء حالته الصحية عفواً كريماً لا يوازيه في المعنى سوى عفو الأب عن أولاده.
هذا العفو الكريم شمل الكثير من المدانين والمهجّرين، فكان بمنزلة الفرج والفرحة التي عمت الكويت لتطوي معها صفحة من تاريخ الكويت، ممهورة بتوقيع أمير التسامح والعفو.
لقد عرف الشعب الكويتي الأمير الراحل عن قرب، ليس من باب الحاكم فقط، بل من كونه الأب والأخ الذي اختار بساطة الدنيا والتواضع لله، وبذلك كسب حب الناس ورضا الرب، فهنيئاً له بما جمع.
الكلمات لا تفي الراحل حقه، فمسيرته وعطاءاته تنوعت وحازت الاحترام والتقدير في كل منصب تبوأه وفي كل موقف يتطلب منه اتخاذ القرار.
فإلى جنات الخلد يا أبا فيصل، فقد كنت الحاكم الحنون على شعبه، وكنت الابن البار للكويت، وأحد رجالاتها المشهود له بالإخلاص والوفاء.
لقد تركنا الراحل وفي ظهره عضده سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، حفظه الله ورعاه، الذي نودي به أميراً للبلاد من قبل مجلس الوزراء، تسبق هذا النداء بيعة على الولاء والسمع والطاعة من أبناء الكويت، سائلين لسموه من المولى القدير التوفيق والسداد والرشاد.
وأخيراً، ونحن نودع أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح، رحمه الله، لا يسعنا إلا أن نقدم أحر التعازي والمواساة لسمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح، وإلى أسرة الصباح الكريمة والشعب الكويتي والأمة العربية والإسلامية، سائلين المولى عز وجل أن يرحمه برحمته الواسعة، ويسكنه فسيح جناته.
ودمتم سالمين.