لا يصطنع حكام الكويت الألقاب الكبيرة ولا يشترونها، إنها تأتيهم راغمة وصادقة من لدن شعبهم المحب وأفعالهم الطيبة، هذا ما شاهدته وعايشته مع خمسة من أمراء الكويت، رحمهم الله، ممن أدركتهم في حياتي القصيرة.
«حبيب الشعب» الشيخ صباح السالم الذي توفي 1977 وصاحب بيت الشعر الشهير:
«أنا وشعبي كلبونا جماعة... الدين واحد والهدف أخدم الشعب
لو ضاق صدر الشعب ما أستر ساعة... أضيق من ضيقة وأستر لو حب»
ثم «أمير القلوب» الشيخ جابر الأحمد الذي توفي 2006، وأسر أهل الكويت بهيبته ووقاره وسكينته، ثم الشيخ سعد العبدالله «بطل التحرير» الذي تقلد الحكم فترة وجيزة جداً 2006، وتوفي 2008، الشجاع الذي سخّر عمره وجهده لخدمة وطنه وشعبه، و«أمير الإنسانية» الشيخ صباح الأحمد الذي توفي 2020، وهو رائد الدبلوماسية ورافع اسم الكويت في المحافل العالمية بحنكته وخبرته.
وأخيراً شيخنا نواف الأحمد، رحمه الله، «شيخ التواضع» الذي شيعته الكويت بالأمس وهي تبكي أميراً عطوفاً قريباً من الناس ستظل ذكراه الطيبة عالقة في أذهانهم.
لقد تهافت الناس والعالم للتعزية بوفاة أمير الكويت، رحمه الله، ولا عجب لمشاركة الكويت أحزانها من الشعوب قبل الحكومات، فالكويت ولله الحمد قد ارتبط اسمها بالعطاء والمواساة والسلام بفضل الله تعالى، ثم بالنهج القويم للحكومة والشعب والمنظمات الرسمية والجمعيات التطوعية والخيرية في مد يد العون للعالم من حولنا، إن هذا السمت الإنساني الواضح الذي يجب علينا جميعا- حكومة وشعباً- التمسك به والحفاظ عليه، هو ما دعت إليه شريعتنا الإسلامية الغراء، وهو ما جبلنا عليه في هذا الوطن الصغير بحجمه والعظيم بعطائه.
رحم الله فقيد الوطن، وأحسن الله عزاءكم يا أهل الكويت، ودعاؤنا لسمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد بالتوفيق والسداد، والله الموفق.