كلما رحل جزء من تاريخنا ذُرفت عليه دموع الجميع، فكيف إذا رحل الكريم الذي لم يكل ولم يمل وهو يرعى أجزاء إمارته شعبا ودستوراً وحاضراً ومستقبلاً، كما ترعى الغيوم أرضها، كريم رعى أبناءه بالرحمة تارة، والحنو تارة، والعفو تارة والحزم تارة، والعطف تارة.
رحمك الله يا أبا فيصل، سنذكرك ما دامت الذكرى تحن إلى عطر ذكرياتنا، كنحلة لا تنسى يوما رحيق أزهارها، وأنت البستان وتاريخك الرحيق الذي يسمو له أنف الكويت شامخا كما حرصت على أن يكون كذلك طوال أيام حكمك.
تبكيكم القلوب يا أبا فيصل قبل أهداب العيون، فقد حكمت فعدلت فأمنت فنامت ذكراك بين صحائف ذكرياتنا وتاريخنا، ورحم الله جسداً أضناه وأنهكه سهر وطنه، وروحاً رفرفت دوما فوق الكويت حتى عادت لترابها الذي كانت فوقه الحياة واليوم يضم الرحيل، فكان وطنك البداية والنهاية.
اللهم إن أميرنا الراحل كان عفواً فاعف عنه، اللهم إنه كان رحوما فارحمه، اللهم نحن عبيدك وشهداؤك في أرضك، فاقبل شهادتنا بهذا الأمير العابد الزاهد، وارزقه منك رضوانا وجنانا يا أرحم الراحمين.
وداعا أبا فيصل، ونسأل الله أن يرزق خلفك صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح التوفيق والسداد لما فيه خير البلاد والعباد.