بعد ظهر يوم السبت الموافق 16 ديسمبر 2023 تم الإعلان عن وفاة سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الصباح أمير العفو والتسامح الذي ووري جثمانه الثرى صباح يوم الأحد الموافق 17 ديسمبر في حشد مهيب حضره عديدٌ من الشيوخ والمواطنين الذين خيم على وجوههم الحزن والأسى على فراق والد الجميع، رحمه الله وأدخله فسيح جناته.
الشيخ نواف الأحمد، رحمه الله، هو الحاكم السادس عشر لدولة الكويت، وقد تقلد مقاليد الحكم في 29 سبتمبر 2020، والشيخ نواف الأحمد، غفر الله له، هو الابن السادس للشيخ أحمد الجابر الصباح حاكم الكويت الأسبق.
ورغم أن حكمه، رحمه الله، لم يتجاوز 3 سنوات ونصف، لكن عهده زاخراً بالإنجازات والتحولات السياسية التي شهِدها الشعب، حيث تمت محاربة الفساد والمفسدين تبعها تغييرات جذرية بإقصاء كل فاسد أو مقصر من هيئات ووزارات الدولة، وتعيين وجوه جديدة شابة تخاف الله فى الوطن وتحرص على تطويره والنهوض به.
وقد كان سموه، رحمه الله، طيب القلب زاهداً في الدنيا يعيش حياته بكل بساطة، ولم تشغله الدنيا التي رحل عنها عن طاعة الله وعبادته، حيث تعلق قلبه بتلاوة كتاب الله والصلاة بين صفوف المصلين في المساجد لا سيما المسجد الذي بناه على نفقته الخاصة، وهو مسجد بلال بن رباح، وقد كان، رحمه الله، يحب الكويت والكويتيين حبا كبيرا، وقد بادلوه هذا الحب الذي بدا جلياً بعد خبر وفاته، حيث ارتسم الحزن على وجوه الشعب، وضجت جميع وسائل التواصل الاجتماعي برثائه وذكر كل محاسنه وصفاته الطيبة والدعاء لسموه بالرحمة والمغفرة.
الشيخ نواف الأحمد، رحمه الله، خلال مسيرته لم يعرف عنه إلا التواضع ودماثة الخلق والابتسامة الدائمة، وكان يحرص على عدم ظلم أي شخص يعمل تحت سلطته أثناء توليه المسؤولية في أجهزة الدولة المختلفة، وكان يحترم الكبير ويعطف على الصغير، سواءً كان مواطنا أو مقيما، فكل من عمل معه يشهد له بذلك.
ورغم معاناته، رحمه الله، مع المرض الذي أصابه خلال توليه الحكم لم ينس معاناة المواطنين، حيث كان يأمر بتحسين أوضاعهم المعيشية، وخير دليل على ذلك هو ما تضمنه النطق السامي لسموه في مجلس الأمة، الذي أمر فيه بزيادة الرواتب لجميع فئات الشعب.
ولا يطوفنا أن نستذكر أنه قبل تدهور صحة سموه، رحمه الله، بأيام قليلة أصدر مرسوم العفو الخاص عن كل المدانين سياسياً فى الكويت أو خارجها، تنفيذاً لقول الله تعالى: «فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ»، طمعاً في الأجر من مالك الملك الرحمن الرحيم.
ختاماً لا يسعنا إلا أن نعزي أنفسنا في رحيل الشيخ نواف الأحمد الإنسان، ونعزي أسرة الصباح الكرام والشعب الكويتي والأمة العربية والإسلامية في هذا المصاب الجلل، وندعو الله العلي القدير أن يغفر له ويتجاوز عنه، وأن يعين سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الصباح، حفظه الله ورعاه، على تحمل الأمانة وهو «خير خلف لخير سلف»، وكلنا ثقة بسموه بأنه سيكمل مسيرة الخير في كويت الخير.