«الأمم المتحدة» تؤبِّن الأمير الراحل: فقدنا دبلوماسياً بارعاً
في جلسة خاصة تخللها وقوف المشاركين دقيقة صمت حداداً واستذكار مناقبه ومآثره
• فرانسيس: عهده تميز بالالتزام بمبادئ الوحدة والكرامة والتضامن
• غوتيريش: كان صوتاً للاستقرار الإقليمي والعالمي والسلام والتعددية
• البناي: التاريخ سيخلد مناقبه ومآثره المليئة بالعطاء لتنمية الكويت وأمنها
أبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، فقيد دولة الكويت والأمتين العربية والإسلامية سمو «أمير الحكمة والعفو والسلام» أمير البلاد الراحل الشيخ نواف الأحمد، طيب الله ثراه.
وخلال جلسة خاصة عقدتها الجمعية العامة لتأبين المغفور له بإذن الله تعالى، وقف المشاركون دقيقة صمت حدادا على روحه الطاهرة، مستذكرين مناقبه ومآثره.
دينيس فرانسيس
وبهذه المناسبة، قال رئيس الجمعية دينيس فرانسيس، في كلمته بمستهل الجلسة، «تميز عهد الأمير الراحل بالخدمة العامة والالتزام بمبادئ الوحدة والكرامة والتضامن، وكان معروفا ببراعته الدبلوماسية على المستويين الوطني والخارجي»، مضيفا أن الأمير الراحل، طيب الله ثراه، «كان يحظى باحترام كبير باعتباره موحدا»، واستشهد بقيادته الحكيمة للبلاد نحو التقدم، ومحافظته على تقاليدها في التعددية.
فرانسيس: عهده تميز بالخدمة العامة والالتزام بمبادئ الوحدة والكرامة والتضامن
ولفت فرانسيس إلى أن انتخاب دولة الكويت لعضوية مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة هو رمز لرؤية الأمير الراحل، طيب الله ثراه، لعالم أكثر سلاما، مؤكدا أن تلك الرؤية «ستكون مفيدة في إيجاد حل دائم للأزمة في غزة»، ودعا الأعضاء إلى تكريم إرث سمو أمير البلاد الراحل الشيخ نواف الأحمد.
أنطونيو غوتيريش
من جانبه، ذكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في كلمته، «يجمعنا الحزن على وفاة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد، وأود أن أتقدم بخالص التعازي لأسرة سموه ولحكومة وشعب الكويت».
واستذكر غوتيريش مناقب سمو الأمير الراحل طيب الله ثراه، بقوله: «كرس الشيخ نواف الأحمد حياته لشعب الكويت، وعلى مدى ما يقرب من ستة عقود - على الصعيدين المحلي والعالمي - خدم على أعلى المستويات الحكومية عبر مجموعة متنوعة من المناصب الوزارية. وبعيدا عن حدود الكويت كان سموه رجل دولة محترما، فقد كان مناصرا حازما للدبلوماسية الوقائية - وهو النهج الذي ساعد في تحديد دور الكويت بجميع أنحاء منطقة الخليج وحول العالم».
وتابع: «لقد كان الشيخ نواف الأحمد صوتا ثابتا للاستقرار الإقليمي والعالمي والسلام والتعددية، وهي القيم والأهداف ذاتها التي تبث الحياة في هذه القاعة»، لافتا إلى أن سمو الأمير الراحل، طيب الله ثراه، «كان إنسانا كريما، حيث ساعد في تخفيف المعاناة الإنسانية وحشد الدعم لملايين الأشخاص المحتاجين في جميع أنحاء المنطقة والعالم، ويظل التزامه الشخصي بالحلول الجماعية لتحقيق السلام مصدر إلهام».غوتيريش: كان صوتاً ثابتاً للاستقرار الإقليمي والعالمي والسلام والتعددية
وأضاف غوتيريش: «بينما نكرم ذكرى الشيخ نواف الأحمد دعونا نتذكر أيضا التزاماتنا - في هذه القاعة وفي المجتمعات حول العالم - تجاه المبادئ التي دافع عنها»، واستشهد بمبادئ سمو الأمير الراحل، داعيا إلى «التحلي بالحكمة في قراراتنا وتصرفاتنا، والتي ندرك تأثيرها على العالم من حولنا وعلى الأجيال القادمة، إضافة إلى أن نتسامح مع بعضنا البعض، ونتقبل اختلافاتنا ونتفهم وجهات نظر بعضنا البعض ونحترم قيمة كل شخص».
وأعرب عن أطيب تمنياته لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد بمناسبة تولي سموه مقاليد الحكم، وفي ختام كلمته أكد أمام الجمعية العامة أن الأمم المتحدة ستواصل شراكتها القوية وصداقتها مع دولة الكويت، «بينما نعمل على بناء عالم أفضل وأكثر سلاما وتسامحا لجميع الناس».
السفير البناي
بدوره، قال مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير طارق البناي، في كلمته، «لقد فقدت دولة الكويت والأمتان العربية والإسلامية العابد الزاهد الحاكم العادل ذا التواضع والتراحم، رحم الله قائدنا وحبيبنا ووالدنا سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد»، مضيفا أن «صفحات التاريخ ستذكر بأن الكويت والعالم أجمع فقد أميرا آثر بنفسه على راحة شعبه ورفاهه، وآثر بملذات الدنيا ليغنم بالآخرة، فرحم الله من أحب شعبه وأوفى لهم فبادلوه الحب والوفاء».
وتابع السفير البناي «إن الكلمات لن تعبر عما في قلوبنا والدموع لن تغسل الحزن والشجن ولكننا نصبر أنفسنا عندما نستعرض مسيرة حياة سموه الزاخرة والتي سيخلد التاريخ مناقبها ومآثرها المليئة بالعطاء في تنمية دولة الكويت ونهضتها وازدهارها والحفاظ على أمنها واستقرارها وصون وحدتها الوطنية ولحمة أبنائها قاطبة».
وأضاف أن «دولة الكويت والأمتين العربية والإسلامية ترثي سموه رحمه الله، وتقول له كريما كنت عزيزا عشت قويا سرت بلادا أنرت وحين رحلت قلوبا فطرت فأنت الذي إذا غبت حضرت»، مؤكدا أن «سمو الأمير الراحل كان ولا يزال وسيظل حاضرا في ضمائرنا ووجداننا، وسيبقى نواف الخير والعطاء والرحمة والتسامح خالدا في قلوب شعب تباكى على رحيله وتسابق إلى تشييعه، فالتاريخ يكرم ويبجل من أفنى حياته لخدمة الناس».البناي: التاريخ سيخلد مناقب الراحل ومآثره المليئة بالعطاء لتنمية الكويت وأمنها
وأعرب البناي عن تقديره للأشقاء والأصدقاء بقوله: «لقد غمرتمونا بمشاعركم الصادقة ومشاركتكم عزاءنا وحزننا فإن المصاب واحد، والتفافكم حولنا يؤكد أن فقيدنا هو فقيدكم، فلقد فقد العالم رجلا جسد أسمى معاني الإنسانية والرحمة قبل أن يفقد العالم حاكما»، متابعا: «وإذ نؤبن سموه رحمه الله فإننا نبارك لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد تأديته اليمين الدستورية أمام السلطة التشريعية والتنفيذية في بيت الشعب».
ولفت إلى أنه «في مثل هذه الحالات يتجلى شموخ الدستور المحكم لدولة الكويت ومن أرسى قواعده وآلياته من الآباء المؤسسين قبل ستة عقود من الزمن، والتي نظمت انتقال السلطة بأجمل وأحكم أشكالها»، مضيفا: «نتضرع إلى الباري عز وجل أن يوفق أمير بلادنا، وأن يهيئ له سبل التوفيق والنجاح لمواصلة مسيرة الخير والنماء، والإسهام في قيادة بلدنا العزيز إلى ما نصبو إليه من رفعة».