أمير الحزم
بعد أن تم إعلان وفاة الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الصباح، طيب الله ثراه، نادى مجلس الوزراء في اجتماعه الاستثنائي بالشيخ مشعل الأحمد الصباح، حفظه الله ورعاه، أميراً لدولة الكويت يوم السبت الموافق 16 ديسمبر 2023، وذلك حسب الدستور في ظل إجراءات سلسة لعملية انتقال مسند الإمارة كما هو معهود عليه في البلاد. وبناءً على طلب مجلس الوزراء عقد مجلس الأمة جلسته الخاصة يوم الأربعاء الموافق 20 ديسمبر 2023 التي أدى فيها سمو الأمير الشيخ مشعل، اليمين الدستورية كما تنص المادة (60) من الدستور على أن يؤدي الأمير قبل ممارسة صلاحياته في جلسة خاصة لمجلس الأمة اليمين الآتية: «أقسم بالله العظيم أن أحترم الدستور وقوانين الدولة وأن أذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله وأصون استقلال الوطن وسلامة أراضيه».
والشيخ مشعل، أطال الله في عمره، هو الحاكم السابع عشر من آل الصباح في ذرية مبارك، من أبناء الشيخ أحمد الجابر الحاكم الأسبق للكويت، وقد عاصر الشيخ مشعل طوال حياته 7 حكام لدولة الكويت، فهو ليس بجديد على السياسة ولا على إدارة شؤون البلاد.
وعندما كان الشيخ مشعل وليا للعهد طوال السنوات الثلاث الماضية كان سنداً وعضيداً للأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، رحمه الله، حيث صدر أمر أميري بالاستعانة به لممارسة بعض الاختصاصات الدستورية للأمير الراحل، رحمه الله.
وعرف عن الشيخ مشعل الحزم منذ أن كان شابا في مقتبل العمر، لذا أطلق عليه الشعب «مشعل الحزم» وقد شاهدنا ذلك الحزم في كل ما اتخذه من قرارات سياسية مهمة عندما مارس دوره السياسي بعد التفويضات الأميرية التي منحت له، حيث أعلن في خطابه التاريخي لتصحيح المسار السياسي عن إصلاحات كثيرة لمصلحة الوطن والمواطن، انحيازاً لرغبات الشعب ودعماً لها عندما تأزم الوضع السياسي بين السلطتين التشريعية والتنفيذية. فهو خير خلف لخير سلف، والكويت ستكون بأيد أمينة تحت قيادة سموه، إن شاء الله، وكلنا ثقة بأنه سيقود سفينة الكويت بحزم وحكمة ليستكمل ما بدأه من إصلاحات سياسية على خطى من سبقوه من حكام الكويت، حتى ترسو السفينة بسلام، ويعم الأمن والخير على الوطن والمواطن.
وفي هذا المقام لا يسعنا إلا أن نبارك لسمو الشيخ مشعل تسلمه مقاليد الحكم أميراً لدولة الكويت، ونسأل الله أن يعينه على حمل الأمانة، وهو أهل لها، وأن يرزقه البطانة الصالحة، وأن يحفظه ويهديه لما فيه خير البلاد والعباد.