ليس غريباً على هذا الوطن الجميل التفاف أبنائه دائما حول قيادته السياسية ووحدته، واتفاق كل فرد فيه على أن الكويت أسمى من الجميع، وأنها البيت الذي يجمع الكل تحت مظلته وظلاله ودفء ترابه النقي من كل شوائب تحاول نشر طفيلياتها، لأنها تجد من يتصدى لها ويزيلها ويقضي عليها، فهذا الشعب الوفي في هذا البلد الآمن صامد ومتكاتف في وقت الشدائد، وند لكل من يتربص به سواء من الداخل أو الخارج، خصوصاً أن هناك من يعمل على زج بعض أبنائه في ألاعيبهم غير السوية.
والحال لا تتوقف عند هؤلاء بل تمتد إلى صبيانهم وأتباعهم المرضى ممن يعتاشون على الأوامر في بث السموم المتنوعة عبر أساليبهم المتلونة ومنصاتهم الكاذبة لأنهم بلا قيم ولا أخلاق، فحول هؤلاء التكنولوجيا الى وسيلة من وسائل الألم الذي يعتصر قلوب المتابعين وهم يشاهدون كماً من السلبيات التي يتسابقون لنشرها، وكل منهم أصبح يفهم ويفسر ويحلل وهم في الأساس لا يعرفون السين من الجيم. فهذه الأبواق النتنة لا همّ لها سوى لخبطة الوسط بأوامر عوير وزوير، فأصبح هناك من يتسابق للتقرب من فلان وعلان لعله يكسب ثقته ووده ويصبح من شلته المعروف أساسها ومنهجها ورؤيتها المعدومة التي تسعى لخلط السم بالعسل، وهنا يجب الحذر من هؤلاء وعدم الالتفات لمن يتسابقون في نشر المعلومات المغلوطة لإيهام الآخرين وتضليل الواقع وإخفاء الحقائق حتى ينجحوا في مساعيهم الهدامة ومستنقعاتها التي أصبحت مقرا لهم.
إننا أمام مرحلة ستشهد الكثير من الإصلاحات ومعالجة المثالب والمضي في مبادئ الديموقراطية البناءة التي عرفتها الكويت منذ القدم، واستمرت عليها رغم ما يعتريها من مطبات واضحة الأسباب ما بين الحين والآخر، ولكن لا يفسد للود قضية طالما هناك مصلحون وإصلاحيون يخافون على هذا الوطن وشعبه، ويسعون جاهدين في مسيرة العمل والبناء دون الالتفات لأصحاب الأفكار الهدامة، والمطلوب أيضا الحكمة والتعقل من البعض والهدوء والصمت والتأني لأنها من شيم العقلاء وأصحاب الرأي والبصيرة، فغداً سيكون أجمل طالما هناك مخلصون ومحبون ومتسامحون ومتسامون ومتصالحون مع أنفسهم.
آخر السطر:
من يبحث عن الحقيقة يجدها ومن يرغب في الوهم فسيصنعه.