المونجارو بين الشائعة والحقيقة
ظهرت على الساحة مؤخراً إبر مونجارو التي تستخدم مجدداً في التحكم في مستوى سكر الدم عند مرضى السكري من النوع الثاني، جنباً إلى جنب مع الرياضة والنظام الغذائي، وفي خسارة الوزن! وقد وُجد أثناء التجارب السريرية لهذه الحقن أن المرضى يفقدون حوالي 16 إلى 20 كيلوغراماً عند استخدام جرعة 15 ملغم مدة 72 أسبوعاً.
ويرجع سبب خسارة الوزن إلى فعل سد أو تقليل الشهية التي تسببها على المادة الفعالة تيرزيباتيد (Tirzepatide) التي تعد من المواد الفعالة الجديدة لسد الشهية، في حين لم يظهر هذا المفعول مع أي من الإبر الأخرى المشابهة، مثل فيكتوزا وساكسيندا قبلها، لكن لكل جديد عقبات تصادفه نتيجة قلة الأبحاث السريرية عليه وعلى الفترة التي تترتب عليها المضاعفات الخطيرة التي قد تكون نادرة مع كل صنف جديد!
كثير من الناس في الآونة الأخيرة تصادف زيادة الوزن وذلك لأسباب كثيرة مثل قلة الحركة وقلة شرب الماء والأكل الصحي! بالإضافة إلى نظام الحياة غير المنتظم كالذي يعاني قلة النوم أو اعتماده على الوجبات السريعة والأطعمة المسبقة التحضير، أو اضطرابات في الهضم والأمعاء خصوصاً لمن لديه علاجات كثيرة كمرضى السرطان والأمراض المزمنة عند كبار السن، وكلها وغيرها تؤدي إلى زيادة الوزن، مع الإصابة بمرض السكري أو بدونها.
بينما عرفت عن المونجارو أنها سريعة الامتصاص، من مكان الحقن، ويبدأ مفعولها في الدم خلال 8 إلى 72 ساعة، وقد نشرت شركتها طريقة استعمالها دون التحذيرات عليها نظراً لقلة الأبحاث السريرية عليها. تُحقن جرعة المونجارو مرة واحدة أسبوعياً في أي وقت خلال اليوم، وتؤخذ تحت الجلد في البطن أو الفخذ أو العضد، ويجب ملاحظة أن المادة داخل الإبرة صافية وخالية من أي جسيمات، ودون تغير في لونها. ويُفضل تغيير مكان الحقن كل مرة وعدم خلطها مع الأنسولين بحقنة واحدة! في حين تتوقف عن أخذ الجرعة في حال الإصابة بالحساسية من المادة الفعالة، كما أنه يجب الرجوع إلى المسؤول المختص في حال الشعور بالتعب أو الشك في الإصابة بخلل في الكلى أو البنكرياس، أو اضطراب في المعدة، أو تباطؤ الإفراغ في المعدة أو مشكلة في الهضم، أو الإمساك أو كان لدى المريض تاريخ مرضي مع اعتلال الشبكية السكري، وتعدّ هذه الإبرة ممنوعة بتاتا لمرضى السرطان والحامل أو مَن تخطط للحمل، وقد أظهرت دراسات بعض التشوهات الجنينية وانخفاضاً في وزن الأجنة، متزامناً مع انخفاض في وزن الأم وقلة تناولها الطعام.
وكأي من العلاجات قد تسبب القيء والغثيان وآلام المعدة والإسهال، وتتوقف الأعراض مع توقف الدواء، في حين ظهرت أعراضها الجانبية الخطيرة على قليل ممن تداولها، ولكن يجب أن نذكرها لتؤخذ بعين الاعتبار، خصوصاً أنها ليست فعالة بالدرجة اللازمة لإنقاص الوزن.
ومن هذه الأعراض زيادة حالات الإصابة بأورام الغدة الدرقية سواء الحميدة أو الخبيثة، والتهاب في البنكرياس، وتتعارض مع السلفونيل يوريا (Sulfonylurea)، فتسبب الدوخة والتشويش وعدم وضوح الرؤية والتلعثم والتوتر، بالإضافة إلى أعراض النجيوأديما من تورم اللسان والاختناق وسرعة ضربات القلب، إضافة إلى أعراض المرارة!