حرص سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد على إصدار تعليماته وتوجيهاته من أجل رفع شأن المواطنين على جميع الصعد، فقد أصدر سموه قراراً بوقف قرارات التعيين والترقية والنقل والندب والإعارة في جميع أجهزة الدولة مدة 3 أشهر قابلة للتجديد، وألزم القرار جميع أجهزة الدولة بتنفيذه والعمل به من تاريخ صدوره.

وبرلمانياً، أشاد صاحب السمو بما تحلى به أعضاء مجلس الأمة من روح المسؤولية والممارسة البرلمانية السليمة ضمن حقهم الدستوري خلال استجواب سمو رئيس الوزراء، مبتهلاً إلى الباري جل وعلا أن يوفق الجميع لخدمة الوطن العزيز والإسهام في تحقيق كل ما ننشده له من نمو وتقدم وازدهار.

Ad

غير أنه انتقد الأداء البرلماني والحكومي خلال النطق السامي بافتتاح دور الانعقاد الثاني لمجلس الأمة الحالي حيث عبر سموه عن استيائه من الوضع السياسي الحالي، موجهاً كلامه للنواب وأعضاء الحكومة: «عرقلتم مسيرة التنمية وخيّبتم آمال المواطنين».

صاحب السمو محيياً أعضاء السلطتين بافتتاح الانعقاد الثاني

ودعا سموه إلى فتح صفحة جديدة والبعد عما يهدد الوحدة الوطنية، كما حذر من الاتجار باسم المواطنين لتحقيق مكاسب شخصية وهامشية، مؤكداً أنه رغم دعم القيادة السياسية للحكومة مازالت مترددة في القرارات بطيئة بالتنفيذ، وهناك استياء شديد لدى المواطنين من ممارسات النواب وعدم تحقيقهم الطموح المنشود.

وكان سموه في افتتاح مجلس الأمة قد وضع أمام النواب علامات توجهيهة شخص فيها الداء ووصف الدواء، بكلمات حاسمة دعا فيها أعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية إلى التعاون البناء، والعمل معاً من أجل هدف واحد ومصلحة واحدة للكويت، ذلك «الكيان العظيم الذي يجمعنا»، مؤكداً أنه «لم يعد هناك مجال لهدر الجهد والوقت والإمكانات في صراعات وتصفية حسابات وافتعال أزمات وممارسات غير مسؤولة باتت محل استياء وعقبة أمام الإنجازات، ولن نسمح بأن تضل الرؤية وتختلط الأمور».

وطالب سموه النواب بأن يراعوا في تقديم مقترحاتهم العدالة الاجتماعية، وأن تعود بعد إقرارها بالنفع على أبناء الوطن جميعهم، على أن تكون «مقترحات تحافظ على ثروات الوطن وتنميتها وتنويعها، وتكون ذات نتائج إيجابية بنظرة مستقبلية»، معرباً عن ثقته بإدراكهم ووعيهم «بما نواجهه من تحديات ماثلة»، وبحرصهم على البر بقسمهم العظيم وحمل الأمانة الغالية وتجسيد التعاون والارتقاء لمستوى الآمال والطموحات.

صاحب السمو متوسطاً قيادات «الداخلية» خلال زيارته لمبنى الوزارة

كما أكد رئيس مجلس الأمة بالإنابة محمد المطير، أن رضا سموه عن أداء السلطتين لا يكون إلا بتحقيق القدر الأكبر من القضايا التي تهم الوطن والمواطنين.

وقال المطير في تغريدة على حسابه بـ «إكس»: «تشرفت بلقاء سمو ولي العهد، واستمعت لنصائحه وتوجيهاته، وظهر واضحاً من خلال اللقاء حرص سموه على دفع السلطتين إلى المزيد من الإنجاز والإنتاجية بما يحقق طموح الشعب».

وأكد أنه «بعد اللقاء زاد اليقين بأن هذا هو المفهوم من النطق السامي، والذي لمسته بوضوح هو التحفيز والتشجيع على الاستمرار في التنسيق، وتحقيق الإنجازات وليس أي تفسير آخر، وعندها سيتحقق رضا سموه الكامل عن أداء السلطتين».

ورياضياً، قال سموه خلال استقباله اللاعبين الحاصلين على ميداليات في دورة الألعاب الآسيوية الـ19 التي أقيمت بالصين: «نحتفي بهذه الكوكبة من أبنائنا الرياضيين الذين رفعوا راية دولة الكويت عالية في هذا المحفل الرياضي الدولي وتزينت أعناقهم بأرفع الميداليات لتحقيقهم مراكز متقدمة في هذه البطولة».

وخاطب سموه الشباب الفائزين: «إن ما أسعدنا في مشاركتكم المثمرة في الدورة الأولمبية الآسيوية أداؤكم المتميز، الذي عكس الصورة الحضارية المشرفة للرياضة الكويتية، وما تحليتم به من عزيمة وإصرار وروح رياضية تنافسية ومهارات عالية».

خلال زيارة سموه للنادي الكويتي الرياضي للمعاقين

وفي نهاية أكتوبر الماضي، أصدر سموه تعليمات بتحسين معيشة المواطنين، وتنفيذاً لتوجيهاته السامية بمراجعة مستويات المعيشة لشرائح من المواطنين المتقاعدين والعاملين في القطاعين العام والخاص بما يساهم في تحسين أوضاعهم الحياتية دون الإخلال بمواجهة التحديات المستدامة للمالية العامة للدولة، والحاجة الماسة لإيجاد مصادر جديدة للإيرادات، كلف مجلس الوزراء وزير المالية فهد الجارالله إعداد تصورات شاملة ونهائية للمساهمة في تحسين مستوى المعيشة لفئات من المواطنين في فترة لا تتجاوز نهاية العام الحالي.

وفي الحادي عشر من أكتوبر الماضي، وجه سمو رئيس الوزراء بمتابعة اتفاقية الشراكة الاستثمارية مع بريطانيا، استكمالاً لزيارة سمو الأمير لبريطانيا وتوفير فرص عمل للشباب الكويتيين، مما يسهم في خلق قيمة مضافة للاستثمارات الخارجية وتوفير فرص عمل للشباب الكويتيين.

وخلال استقباله الطلبة الفائقين، ألقى سموه كلمة أبوية لأبنائه وبناته الفائقين، تضمّنت توجيهاته السامية بأن يبروا بآبائهم ويحسنوا إليهم تكريماً لما قدّموه لهم من تلبية احتياجاتهم وتذليل العقبات من أجل تحصيلهم العلمي الذي أثمر هذا التفوق.

سموه خلال حفل تكريم الفائزين بجوائز مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

وقد كان سموه يحمل هم المواطن في كل تشكيل حكومي، داعياً الوزراء لتلمّس هموم المواطنين ومشاكلهم والارتقاء ليستشعر الجميع بإنجازات واقعية ملموسة، فقد دعاهم إلى تحديد مَواطن القصور ووضع الخطط للوصول إلى المعالجة والإصلاح والتطوير، وبذل قصارى الجهود باتّزان وحكمة ملتزمين بثوابتنا الوطنية وتحقيق التطلعات.

كما دعا الحكومة إلى ترسيخ دولة القانون والمؤسسات وتجسيد العدالة والمساواة ووضع مصلحة الكويت في المقام الأول، مطالباً إياهم بتلمّس هموم المواطنين ومشاكلهم، وطرْق جميع أبواب ارتقاء الخدمات العامة وتطوير البنية التحتية؛ ليستشعر الجميع إنجازات واقعية ملموسة، يعود أثرها عليهم، قائلاً، إن هذا أقل حق من حقوقهم المشروعة.

وخلال استقباله الوزراء في التشكيل الحكومي الأخير، وبكلمات جامعة أشبه بخريطة طريق توجيهية للحكومة الجديدة خلال المرحلة المقبلة، أكد سموه أن الكويت هي الأمانة الكبرى وصونها وتوفير العيش الكريم لأبنائها الغاية العظمى؛ وعليه «فإننا جميعاً شركاء في تحقيق رؤيتها وأهدافها، متجاوزين العقبات، متحدين لتحقيق التطلعات».

ووجه سموه إلى ضرورة بدء هذه المرحلة من العمل الوزاري بوعي كامل ويقظة تامة للمحافظة على مصالح الوطن والمواطنين، مشدداً على أهمية ترسيخ دولة القانون والمؤسسات، وتجسيد العدالة والمساواة، عند السعي لتحقيق النهضة الشاملة، مع وضع مصلحة الكويت فوق كل اعتبار.

كما دعا سموه خلال كلمته بالعشر الأواخر من شهر رمضان الماضي، إلى تعزيز الحكم وصون هيبة الدولة والالتفاف حول قيادة سمو الأمير وعدم تجاوز سلطاته الدستورية، كما دعا إلى الحفاظ على الكويت باعتبارها الأصل والوجود والبقاء، مضيفاً أن «أعمارنا هي في أعمالنا لصالح الوطن»، والمطلوب البعد عن هدر المال والوقت وعن الخلاف والتشكيك في الذمم والتجريح والتخوين.

أثناء حفل جائزة الشيخ سالم العلي للمعلوماتية 2022

وأعرب سموه عن اعتزازه بالطاقات الوطنية لدفع عجلة البناء والتنمية وصولاً إلى دولة نزيهة وعادلة، مشدداً على أن الغاية الأساسية هي الوحدة الوطنية «ولا نقبل المساس بها ونأمل أن تكون الحكومة على قدر المسؤولية».

وفي مارس الماضي دعا سموه خلال استقبال وزراء الإعلام العرب إلى التصدي لشائعات وسائل التواصل الاجتماعي و«ضرورة وضع استراتيجية للتعامل مع مواقع الفتنة... والتوعية تجاه الإرهاب والأفكار الهدامة».