سدت الفصائل الفلسطينية الكبرى طريق التفاوض بشأن إبرام صفقة جزئية تسمح بإطلاق المزيد من الرهائن الإسرائيليين مقابل الإفراج عن معتقلين بسجون الاحتلال وهدنة مؤقتة تمتد أسبوعاً أو أسبوعين، مؤكدة أن ذلك مرهون بوقف كامل للحرب الانتقامية المستمرة على غزة منذ 76 يوماً والتي تجاوزت حصيلة قتلاها 20 ألفاً.

وقالت الفصائل، في بيان مشترك، أمس، إن هناك قراراً وطنياً فلسطينياً بعدم الحديث عن صفقة رهائن إلا بعد التوصل إلى وقف كامل وشامل لإطلاق النار.

ونقلت تقارير قطرية أن «حماس» أبلغت القاهرة والدوحة «رسالة واضحة بأنه لا تفاوض على هدنة جديدة، والحديث فقط عن وقف شامل لإطلاق النار»، مشيرة إلى استعدادها «تحمّل تبعات القرار» الذي يعني استمرار الحرب التي تقول إسرائيل إنها تهدف لتفكيك الحركة وإنهاء حكمها للقطاع ولفرض واقع جديد على المنطقة الفلسطينية.
Ad


وشددت على أن «جاهزية المقاومة واستعدادها الكامل لمواصلة المعركة المفتوحة بالميدان وإلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر بصفوف العدو»، عازية إعلان قادة الاحتلال انفتاحهم على عقد صفقة تبادل وهدنة مؤقتة وابلاغهم ذلك للوسطاء إلى «حادث قتل إسرائيل 3 من أسراه بالخطأ في الشجاعية منتصف ديسمبر الجاري وما تبعه من تطورات ميدانية أكثر قسوة لم تكشف بعد».

خان يونس

ميدانياً، وفي حين أطلقت الفصائل رشقات صاروخية جديدة على مستوطنات غلاف غزة وتل أبيب، أعلن جيش الاحتلال السيطرة النارية على حي الشجاعية، وأمر بإخلاء نحو ربع مساحة خان يونس كبرى مدن جنوب قطاع غزة، مع توسيعه لعملياته البرية التي يتوقع أن تطلق موجة نزوح كبيرة باتجاه الحدود المصرية.

وفي وقت تجاوزت حصيلة قتلى الحرب الإسرائيلية غير المسبوقة على القطاع 20 ألفاً، ذكر جيش الاحتلال أنه قصف 230 هدفاً لـ «حماس»، خلال 24 ساعة، معلناً مصرع 7 من جنوده وضباطه وإصابة 40 خلال المعارك البرية الأخيرة ليرتفع عدد قتلاه منذ بدء الاجتياح إلى 143.

في المقابل، هدد وزير الأمن المتطرف ايتمار بن غفير رئيسه بنيامين نتنياهو بـ «حل الائتلاف الحاكم» إذا تم وقف الحرب «قبل هزيمة حماس وإعادة المختطفين» وعددهم 132 أغلبهم من العسكريين.

وقال بن غفير: «إذا كان أي شخص ينوي إيقاف الجيش الإسرائيلي قبل هزيمة حماس وإرجاع المختطفين فليأخذ في الاعتبار أن عوتسما يهوديت ليس معه». وقبل الإعلان الفلسطيني الموحد والتهديد بحل حكومة نتنياهو، تباعدت المواقف كثيراً بين الإسرائيليين والفلسطينيين بشأن اتفاق تبادل محتجزين وإعلان هدنة مؤقتة تسمح بتوسيع وتسريع ادخال المساعدات لغزة.

وقالت الولايات المتحدة، إن مفاوضات جادة جداً تجري حول هدنة جديدة، وإطلاق سراح المزيد من الرهائن الإسرائيليين، لكن احتمالات التوصل إلى اتفاق لا تزال غير واضحة في ظل اصرار «حماس» على رفض مناقشة أي مقترحات لا تشمل وقف إطلاق النار الشامل.

وجاء ذلك في وقت تحدثت أوساط عبرية عن إصرار «حماس» على أن تشمل أي صفقة 3 قادة بارزين هم عضو اللجنة المركزية بـ «فتح» مروان البرغوثي، والأمين العام لـ «الجبهة الشعبية» أحمد سعدات، والقيادي في الحركة الإسلامية عبدالله البرغوثي.

السيسي وكاميرون

في غضون ذلك، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ووزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، ضرورة وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات بكميات لغزة، لوضع حد للمأساة الإنسانية والعمل بجدية لتسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية من خلال «حل الدولتين».

وشدد السيسي وكاميرون على رفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وأهمية العمل على عدم توسع دائرة الصراع وامتداده إقليمياً.

وفي وقت سابق، لفت وزير الخارجية سامح شكري ونظيره البريطاني إلى أهمية وقف النار وإدخال المساعدات لمواجهة الأزمة.

وقال شكري، إن المباحثات تركزت على تطورات غزة والوضع المأساوي فيها وزيادة حجم المساعدات لمواجهة الكارثة، وضرورة تعليق الأعمال العدائية.

وأكد أن عضوية لندن الدائمة في مجلس الأمن تضع عليها مسؤولية خاصة في تناول جميع القضايا سواء فيما يتعلق بغزة أو القضايا الأخرى في المنطقة.

من جانبه، قال كاميرون: «نتحدث على كل المستويات وحريصون على التوصل لاتفاق»