في تمددٍ عابر وغير متوقع لحرب السفن الدائرة على بوابة مضيق باب المندب وخليج عدن، والموازية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تعرّضت، أمس، ناقلة منتجات كيماوية لهجوم بطائرة مسيّرة قبالة الهند، وذلك بعد يوم من معلومات نقلتها «الجريدة» عن دبلوماسي إيراني رفيع المستوى تفيد بأن وزير الخارجية حسين عبداللهيان أبلغ زعيم حركة حماس إسماعيل هنية، أن إيران ووكلاءها لديهم «أوراق ضغط أقوى» تشمل وقف تحرك السفن العبرية.
وفي تطور أوسع لحرب السفن التي أطلقها الحوثيون من اليمن رداً على العدوان الإسرائيلي، هدد الحرس الثوري الإيراني بغلق البحر المتوسط، إذا واصلت الولايات المتحدة وحلفاؤها ارتكاب «جرائم» في غزة.
وتزامنت هذه التطورات مع تبني المقاومة الإسلامية في العراق ضرب منصة حقل غاز كاريش الإسرائيلي في البحر المتوسط، وهدف حيوي في مدينة إيلات المطلة على المنطقة ذاتها، في إطار ردها على المجازر في غزة.
ووفق وكالة عمليات البحرية البريطانية وشركة أمبري للتجارة، فإن ناقلة المنتجات الكيماوية، التي ترفع العلم الليبيري والمرتبطة بإسرائيل، صدمتها طائرة مسيّرة على بعد 200 كيلومتر قبالة الساحل الغربي للهند، مما أدى إلى نشوب حريق والإضرار بهيكلها، ووصول بعض الماء إلى متنها دون وقوع إصابات بين أفراد طاقمها.
وأفادت الجهتان البحريتان بأن السفينة توقفت آخر مرة بالسعودية، وكانت متجهة إلى الهند في ذلك الوقت، موضحتين أن البحرية الهندية تتعامل مع الموقف.
وبحسب القناة 12 العبرية، فإن المسيّرة، التي أُطلقت على السفينة بالقرب من السواحل الهندية، تم إطلاقها من إيران، موضحة أن السفينة مملوكة لإسرائيليين، لكنها كانت تحمل العلم الليبيري.
وفي تأكيد للرسالة، التي نشرتها «الجريدة»، وحذرت فيها واشنطن من إمكانية توسيع حرب غزة إقليمياً والصدام المباشر مع طهران في حال استمرار وكلائها بالمنطقة في استهداف السفن ومهاجمة وقواعدها في العراق وسورية، صعّد البيت الأبيض لهجته مع إيران واتهمها بـ «الضلوع الوثيق» في هجمات الحوثيين.
ووسط الحرب المحتدمة بين إسرائيل و«حماس»، نشر البيت الأبيض، أمس الأول، معلومات استخباراتية تؤكد أن طهران زوّدت الحوثيين بطائرات مسيّرة وصواريخ، بالإضافة إلى معلومات استخباراتية تكتيكية.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون في بيان: «نعلم أن إيران ضالعة بشدة في التخطيط للعمليات ضد سفن تجارية في البحر الأحمر، وليس لدينا أي سبب للاعتقاد بأنها تحاول ثنيهم عن هذا السلوك المتهور».
وأوضحت واتسون أن الأجهزة الأميركية توصلت عبر تحليل بصري إلى خصائص متطابقة بين الطائرات المسيّرة الإيرانية من طراز KAS-04 وتلك التي أطلقها الحوثيون، بالإضافة إلى خصائص متماثلة بين صواريخ طهران وصواريخ الحوثيين.
وأضافت أن الحوثيين يعتمدون أيضاً على أنظمة مراقبة توفرها إيران في البحر، مؤكدة أن «الدعم الإيراني للحوثيين قوي، ويشمل تسليم معدات عسكرية متطورة، ومساعدة استخباراتية، وأخرى مالية وتدريباً»، وأن طهران قامت بـ «تفويض القرارات العملياتية إلى الحوثيين».
وبعد يومين من تأكيد وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) انضمام أكثر من 20 دولة لتحالف «حارس الازدهار» الجديد لحماية الملاحة وحركة التجارة في البحر الأحمر، قال مساعد قائد الحرس الثوري للشؤون التنسيقية محمد رضا نقدي: «سيتعين عليهم قريباً انتظار إغلاق البحر المتوسط، ومضيق جبل طارق، وممرات مائية أخرى».
وتحدث نقدي عن «ولادة قوى مقاومة جديدة، وإغلاق ممرات مائية أخرى»، مضيفاً: «بالأمس صار الخليج الفارسي ومضيق هرمز كابوساً بالنسبة لهم، واليوم هم محاصرون في البحر الأحمر».
وفي وقت سابق، قالت المقاومة الإسلامية في العراق، في بيان: «استمراراً لنهجنا في مقاومة الاحتلال، ونُصرةً لأهلنا في غزّة، وردّاً على مجازر الكيان الغاصب بحقّ المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ، استهدف مجاهدونا قبل أيام، هدفاً حيوياً في البحر الأبيض المتوسط، بالأسلحة المناسبة وحقّقوا إصابة مباشرة».
ولاحقاً أوضحت المقاومة الإسلامية أنها ضربت منصة حقل «كاريش» الحيوي الإسرائيلي في البحر المتوسط، وأصابته بصورة مباشرة، مؤكدة أنها مستمرة في«دكّ معاقل العدو».
وفجر أمس الأول، أعلنت مقاومة العراق، التي صعّدت عملياتها ضد القوات الأميركية في سورية والعراق، قصف هدف في أم الرشراش (إيلات) بالأسلحة المناسبة».
وفي ظل الضرر المباشر للعمليات الحوثية على قناة السويس، بحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في اتصالين مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، تداعيات حرب غزة، ومع الرئيس الفرنسي سبل منع توسيع الصراع في منطقة الشرق الأوسط.
واتفق الرئيسان المصري والإيراني على اتخاذ خطوات جادة لحسم الخلافات العالقة بين البلدين، وإنهائها بشكل كامل.