أغلقت مؤشرات الأسهم الأميركية على تباين في جلسة أمس الأول قبل عطلة طويلة لنهاية الأسبوع وعيد الميلاد، وبعد أن استوعب المستثمرون بيانات تضخم جاءت أقل من المتوقع، وعززت الرهانات على تخفيض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة في العام الجديد.
وهدأت المؤشرات الثلاثة في تداولات ما بعد الظهيرة، بعد ارتفاعها في البداية، على خلفية البيانات التي أظهرت أن التضخم يتراجع، ويقترب من المستوى الذي يستهدفه البنك المركزي.
وسجلت المؤشرات الثلاثة مكاسب للأسبوع الثامن على التوالي.
وحقق المؤشر ستاندرد آند بورز 500 أطول سلسلة مكاسب أسبوعية منذ أواخر 2017.
أما بالنسبة للمؤشرين ناسداك وداو جونز، فهذه هي أطول سلسلة من المكاسب الأسبوعية المتتالية منذ بداية 2019.
وصعد المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بواقع 8.41 نقطة أو 0.18 في المئة إلى 4755.16 نقطة.
وربح المؤشر ناسداك المجمع 28.96 نقطة أو 0.19 في المئة إلى 14992.82 نقطة، فيما هبط المؤشر داو جونز الصناعي 13.54 نقطة أو 0.04 في المئة إلى 37395.09 نقطة عند الإغلاق.
وخسر البائعون على المكشوف في أسواق الأسهم الأميركية «وول ستريت» ما يقرب من 178 مليار دولار هذا العام، وهو ما يعني أن المتاجرين بأكبر من حجمهم الحقيقي يستعدون لوداع عامٍ قاسٍ من الخسائر.
وبحسب بيانات صادرة عن شركة (S3 Partners)، ونشرتها العديد من وسائل الإعلام الأميركية التي اطلعت عليها «العربية نت»، فإن الأسهم الستة الأولى التي خسر فيها هؤلاء المستثمرون أموالهم كلها جزء من مجموعة السبعة الكبار، فيما كانت شركة «ألفابيت» التي تمتلك محرك «غوغل» هي الوحيدة من بين هؤلاء السبعة التي لم تتسبب بتكبد المتاجرين على المكشوف بخسائر قاسية.
وما حدث خلال هذا العام أنه مع انتشار الضجيج حول الذكاء الاصطناعي في ربيع عام 2023، ارتفعت أسهم شركات مثل (Nvidia) و»ميتا» و»تيسلا» بأكثر من 100 في المئة هذا العام، لكن في الأسابيع الأخيرة شعر البائعون على المكشوف بالألم مع الأسهم الأخرى، حيث منذ اجتماع بنك الاحتياطي الفدرالي في الأول من نوفمبر، يراهن المستثمرون بشكل متزايد على أن الفدرالي لم يكتف برفع أسعار الفائدة فحسب، بل إن تخفيضات أسعار الفائدة قد تأتي في وقت أقرب مما توقعه الكثيرون في البداية.
ونقل موقع «ياهو فايننس» عن ستيف سوسنيك، كبير الاستراتيجيين في شركة «إنترأكتيف بروكرز» قوله إنه نظراً لزيادة شهية المستثمرين للمخاطرة «فإن صفقات البيع تكون أكثر عرضة للضغط عندما تكون الأسواق في خضم ارتفاع واسع النطاق»، وهو ما حدث في السوق خلال الشهر الماضي.
وارتفعت شركات مثل (Carvana) و(Afirm) بأكثر من 75 في المئة في الشهر الماضي وحده، وعندما يحدث ذلك، تضطر مراكز البيع إلى شراء مراكزها، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسهم وزيادة خسائر أولئك الذين يراهنون ضد السهم.
وخسر المستثمرون الذين كانت لديهم مراكز ضد (Carvana) الآن 2.25 مليار دولار هذا العام، بينما خسرت صفقات الشراء المؤكدة ما يقرب من 1.5 مليار.