ماسك يهاجم بورصة أميركا وينتقد المبالغة في إطلاق المؤشرات
انتقد إيلون ماسك أوضاع سوق المال في الولايات المتحدة، وفي حديث شامل الخميس الماضي مع كاثي وود، رئيسة شركة «آرك إنفستمنت مانجمنت» (ARK Investment Management)، أعرب عن أسفه لذلك العبء التنظيمي الكبير الذي يواجه الشركات العامة المتداولة، وضغوط المساهمين التي تضعف الكفاءة، والاستثمار الخامل الذي يتسبب في اشتعال التقلبات.
يضاف ذلك إلى سلسلة من الشكاوى التي أثارها ماسك على مدى أعوام تتعلق بالتضحيات التي تكبدها مقابل الاستفادة من الأسواق العامة في إقامة بعض مشروعاته العديدة.
وقد أدى ازدراؤه لصرامة قوانين الأوراق المالية بالولايات المتحدة في بعض الأحيان إلى أزمة مع الأجهزة الرقابية، مثل المعركة الشهيرة مع هيئات الرقابة بشأن تغريدات تتعلق بشركة «تسلا».
يتولى ماسك أيضاً منصب الرئيس التنفيذي لشركة «سبيس إكس»، وهي شركة مغلقة على ملاكها وتعتبر من أعلى الشركات قيمة في العالم.
سحب أسهم «أكس» من البورصة
اشتبك ماسك قبل ذلك مع هيئة الأوراق المالية والبورصات بالولايات المتحدة، التي أطلق عليها في عام 2018 اسم «لجنة إثراء المضاربين على هبوط الأسعار».
وفي ذلك العام، وافق الملياردير على دفع غرامة قيمتها 20 مليون دولار لتسوية شكاوى اللجنة المتعلقة ببعض تغريداته، والتي أشارت إلى تحويل «تسلا» إلى شركة خاصة بسحب أسهمها من التداول في البورصة.
ووافق في إطار اتفاق مع الهيئة على تنقيح تغريداته المقبلة بشأن الشركة مع مراقب داخلي، أو ما يعرف بـ«جليس تويتر».
في وقت لاحق، اشترى ماسك منصة التواصل الاجتماعي «تويتر» وغير اسمها إلى «إكس» (X)، وطلب من المحكمة العليا الأميركية، في وقت سابق من شهر ديسمبر الجاري، أن تنظر في إسقاط هذا الشرط بدعوى أنه ينتهك حريته في التعبير.
قال ماسك إن الحفاظ على «سبيس إكس» شركة خاصة غير متداولة سمح له أيضاً بالإقدام على قدر من المخاطرة، ملائم بصورة أفضل مقارنة مع «تسلا».
وعلى الرغم من ذلك، قال إن إحدى فوائد طرح «تسلا» للاكتتاب العام هي وصول الشركة إلى رأس المال.
إضافة إلى ذلك، قال ماسك لكاثي وود إنه لا ينصح بطرح أي شركة للاكتتاب العام «مالم تكن مضطرة إلى ذلك فعلاً». وذكر أنه استطاع أن يدخل تغييرات جذرية على «تويتر» بعد تحويلها إلى شركة خاصة عبر سحب أسهمها من التداول العام دون أي ضغوط من مستثمري البورصة.
وشجع جاك دورسي، المؤسس المشارك لمنصة التواصل الاجتماعي، إيلون ماسك على سحب «أكس» من التداول العام حتى يستطيع إصلاح أدائها، فقد كان يرى أن المنصة عانت كثيراً بسبب مستثمري البورصة.
عيوب الاستثمار الخامل
ناقشت وود مع ماسك أيضاً كيف عاقب الاستثمار الخامل (شراء الأسهم والاحتفاظ بها لفترة طويلة) أسهماً غير مدرجة في المؤشرات الكبرى وشركات مدرجة في المؤشرات الرئيسية لم تحظ بتقدير متساوٍ.
وتأتي تصريحاتهما في وقت أعرب فيه النقاد الأكاديميين عن أسفهم لأن طفرة الاستثمار الخامل تشوه أسعار الأسهم وتتسبب في تحركات حادة داخل السوق.
وفي حين أشاد ماسك بمؤسس شركة «فانغارد غروب» (Vanguard Group) جاك بوغل لتشجيع الاستثمار الخامل على الدخول إلى مجال التمويل الرئيسي، فقد أوضح أن هذا الاتجاه في إدارة الأموال «ذهب إلى أبعد مما ينبغي».
أضاف ماسك أن: «الاستثمار الخامل يستحوذ على حصة كبيرة جداً من السوق في هذه المرحلة. وفي النهاية، ينبغي أن يُتخذ قرار بالاستثمار النشط.
فالمستثمرون الذين يلجأون إلى أسلوب الاستثمار الخامل يعتمدون في أرباحهم على قرارات المستثمرين النشطين.
ذلك أن أي تحركات كبيرة في أسعار الأسهم تحدث بشكل أساسي نتيجة لقرارات أربعة أو خمسة من كبار المستثمرين النشطين».
تنتهج إدارة صندوق «آرك إنوفيشن» (ARK Innovation) المتداول أسلوب الاستثمار النشط، وهو أسلوب يقوم على بيع وشراء الأصول في مدى زمني قصير وبشكل متواصل بهدف تعظيم العائد، ولا يتداخل الصندوق تقريباً مع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، وفق تحليل «بلومبرغ إنتليجنس».
وأدرج سهم «تسلا» على المؤشر الأميركي منذ ثلاثة أعوام تقريباً، غير أنه تراجع منذ ذلك الإدراج.
تعد «وود» واحدة من معجبي إيلون ماسك منذ زمن طويل، وسهم «تسلا» يأتي حالياً في الترتيب الثاني بين أكبر الأسهم في محفظة صندوق «آرك إنوفيشن» الذي تديره.