إسرائيل تتوعد السنوار بفوهات البنادق... وتكلفة الحرب تنهكها
الاحتلال يخلي سكان البريج وينسحب جزئياً من جباليا وعشرات الجثامين في شوارع تل الزعتر
• تنسيق قطري - أردني لتسريع وقف الحرب... ورئيسي والسيسي يناقشان المستجدات
غداة تبني مجلس الأمن لقرار فضفاض يدعو إلى زيادة كبيرة وفورية في المساعدات لقطاع غزة من دون مراقبة أممية، شنّت إسرائيل عمليات قصف إضافية، مؤكدة مواصلة وتوسيع الحرب الانتقامية من حركة حماس حتى تصل أفواه بنادقها إلى زعيم الحركة في القطاع يحيى السنوار.
وشهد اليوم الـ78 للحرب، اشتباكات عنيفة بين الجيش الإسرائيلي و«حماس» غرب جباليا شمال غزة، وخان يونس جنوبها، فيما أكد جيش الاحتلال أن «القتال مستمر في حي دراج التفاح بالقرب من الشجاعية، ونستعد لتوسيع العمليات في مناطق أخرى».
وبعد تراجع آليات الاحتلال جزئياً من منطقة تل الزعتر في جباليا، تم العثور على عشرات الجثامين بعضها نساء وأطفال ملقاة بالطرقات، قتلتهم القوات الإسرائيلية، ليل الجمعة ـ السبت.
وتواصل القصف المدفعي والجوي على جميع أنحاء القطاع، ما تسبب في سقوط عشرات القتلى والجرحى خصوصا في مخيم النصيرات وسط غزة، وأعلن الاحتلال تدمير مجمع «أنفاق استراتيجي» ومقرات لـ «حماس».
وأمر الجيش سكان البريج الساحلي بالتحرك جنوباً على الفور، مما يشير إلى محور تركيز جديد للهجوم البري.
في المقابل، نشرت الفصائل مقاطع لتصديها للقوات الغازية وإطلاق رشقات صواريخ باتجاه مستوطنات غلاف غزة وتل أبيب.
ولاحقاً، أفاد الدفاع المدني بالقطاع في تسبب هجوم إسرائيلي على مبنى في غزة بمقتل 76 فرداً من نفس عائلة المغربي بينهم 16 رب أسرة، بالإضافة إلى نساء وأطفال.
وأفادت صحيفة واشنطن بوست بأن صور أقمار صناعية وتقييمات أممية أوضحت أن إسرائيل نفذت حربها في غزة بمستوى دمار لا مثيل له في هذا القرن، ودمرت في شمال غزة خلال 7 أسابيع، ما يقرب من ضعف عدد المباني التي دمرت في حلب السورية خلال 3 سنوات.
غالانت والسنوار
وليل الجمعة ـ السبت، أجرى وزير الأمن يوآف غالانت، تقييماً للحرب مع قادة الأجهزة بينهم رئيس الأركان هيرتسي هليفي، وقال إن «عمليات الجيش متواصلة في شمال غزة لاستكمال أهداف تفكيك كتائب حماس وشل قدراتها تحت الأرض، والعمل في خان يونس وجنوب القطاع، وأماكن أخرى بعد ذلك».
واعتبر أن «السنوار يستمع الآن لجرافات الجيش فوقه وقنابل سلاح الجو وعملياته، وسيلتقي قريباً بفوهات أسلحتنا».
وتابع: «سنعمق من عملياتنا، ونكمل كل أهدافنا، وفي مقدمتها القضاء على حماس، وشل قدراتها العسكرية والحكومية وإعادة المختطفين إلى إسرائيل»، وعددهم نحو 132 أغلبهم من العسكريين.
قرار مجلس الأمن يقسّم الفلسطينيين وينتقده أبو الغيط وغوتيريش
وردت «حماس»: «تهديد غالانت باقتراب جيشه المهزوم من قتل قادة المقاومة هو تهديد فارغ يستخدمه لتسويق إنجازات وهمية، وتعبير عن فشله الذريع في تحقيق أي من أهداف عدوانه سوى جرائم قتل المدنيين وتدمير المنشآت المدنية».
وأتى تمسك حكومة بنيامين نتنياهو بمواصلة القتال حتى القضاء على السنوار، في وقت أبرز تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال»، حجم معاناة الانهاك للاقتصاد الإسرائيلي حالياً، مع تقديرات بخسائر أسبوعية تبلغ 600 مليون دولار، وخسارة نحو ما يقرب من 20 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وما يقرب من نصف صادرات البلد العبري.
توترات إقليمية
في غضون ذلك، تواصلت محاولات مصر وقطر للتوصل إلى هدنة جديدة رغم تمسك «حماس» برفض أي صفقة جزئية وتصر على وقف الحرب أولا، في حين تتمسك حكومة نتنياهو بالقضاء عليها.
واستقبلت الدوحة وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي لتسريع جهود وقف الحرب المستعرة، فيما ناقش الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي مستجدات الأوضاع.
ومع تزايد التوترات الإقليمية واحتمالات توسع النزاع، شهدت الحدود اللبنانية اشتباكات مسلحة وقصفا مدفعيا نفذه الجيش الإسرائيلي على مواقع قال إنها لـ«حزب الله» بمحيط نهر الليطاني.
وجاء ذلك بعد يوم من اتهام واشنطن لطهران بالضلوع في الهجمات التي يشنها الحوثيون من اليمن ضد المصالح الإسرائيلية والتي أجبرت أكبر 5 شركات للشحن البحري عالميا على تجنب عبور البحر الأحمر.
تفتيش ومجاعة
وفي تعليقه على قرار مجلس الأمن الرقم 2720 الذي يدعو «كل الأطراف الى إتاحة وتسهيل الإيصال الفوري والآمن ومن دون عوائق لمساعدة إنسانية واسعة النطاق إلى غزة، واتّخاذ إجراءات عاجلة بهذا الصدد وتهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال القتالية»، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، المضي في القضاء على «حماس»، مؤكداً أن سلطات الاحتلال ستواصل تفتيش كل المساعدة إلى غزة لأسباب أمنية.
في السياق، انقسمت «حماس» والسلطة الفلسطينية حول قرار مجلس الأمن، إذ قالت الأولى إنه «غير كاف» لتلبية احتياجات القطاع المنكوب، ويتحدى الدعوات الدولية لإنهاء «العدوان الإسرائيلي».
وبينما رحبت الخارجية الفلسطينية بالقرار ووصفته بأنه «خطوة نحو إنهاء العدوان، وتأمين وصول المساعدات وحماية أبناء شعبنا»، انتقد الأمين العام الجامعة العربية أحمد أبوالغيط، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، القرار واعتبرا بشكل منفصل أن القرار جاء متأخراً، ولم يتضمن وقفاً فورياً لإطلاق النار، وهو السبيل الوحيد لتلبية الحاجات الماسة للسكان في غزة، ووضع حد لكابوسهم المستمر.