قال سكان ووسائل إعلام فلسطينية إن إسرائيل قصفت مناطق في جباليا في شمال قطاع غزة خلال الليل ودارت اشتباكات ومعارك حتى صباح اليوم الأحد كما أعلن الجيش الإسرائيلي زيادة عدد القتلى في صفوفه في اشتباكات مع حركة المقاومة الإسلامية «حماس».

وتقول إسرائيل إنها حققت سيطرة عملياتية شبه كاملة على شمال قطاع غزة وتستعد لتوسيع الهجوم البري ليشمل مناطق أخرى، لكن سكان جباليا أفادوا باستمرار الضربات الجوية والقصف من دبابات إسرائيلية قالوا إنها توغلت أكثر داخل المدينة أمس السبت.

وبدا أن الجيش الإسرائيلي يواجه مقاومة شرسة.
Ad


وقال اليوم الأحد إن ثمانية من جنوده قتلوا في القطاع بما رفع العدد المعلن للقتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي إلى 154 منذ بدء الاجتياح البري رداً على هجوم مسلحي حماس في السابع من أكتوبر على إسرائيل التي تقول إنه أدى لمقتل 1200 واحتجاز 240.

وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ناقشا الحملة العسكرية الإسرائيلية.

وأضاف البيت الأبيض في بيان أن بايدن «أكد على الحاجة الملحة لحماية المدنيين بما يشمل من يدعمون عملية المساعدة الإنسانية وأهمية السماح للمدنيين بالتنقل بأمان للابتعاد عن مناطق المعارك الجارية».

وذكر بيان البيت الأبيض «الزعيمان ناقشا أهمية تأمين إطلاق سراح كل الرهائن الباقين».

وتواصل الولايات المتحدة حليفة إسرائيل الرئيسية دعمها لها في الوقت الذي تعبر فيه عن القلق إزاء تزايد عدد القتلى وتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.

ويقول مسؤولون أمريكيون إنهم يتوقعون من إسرائيل أن تحول عملياتها العسكرية في قطاع غزة قريباً إلى مرحلة أقل كثافة.

«دولة ذات سيادة»

رفض نتنياهو، خلال الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء اليوم الأحد، تقارير تُفيد بأن الولايات المتحدة أقنعت إسرائيل بعدم توسيع عملياتها العسكرية.

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد ذكرت أمس السبت أن بايدن أقنع نتنياهو بعدم مهاجمة جماعة حزب الله في لبنان بسبب مخاوف من أن تشن هجوماً على إسرائيل.

وقال نتنياهو «إسرائيل دولة ذات سيادة... قراراتنا في الحرب تُبنى على اعتباراتنا المتعلقة بالعمليات ولن أخوض في تفاصيل بشأن ذلك».

وتجنب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة استخدام واشنطن لحق النقض «الفيتو» كما هددت، وذلك بعد جدل ونقاشات استمرت لأيام وأسفرت عن إزالة دعوة لإنهاء الحرب على الفور من مشروع القرار المطروح للتصويت وكذلك تخفيف سيطرة إسرائيل على عمليات إيصال المساعدات.

وتعارض الولايات المتحدة وإسرائيل وقف إطلاق النار معتبرتين أن ذلك سيسمح لحركة حماس بتنظيم صفوفها وإعادة التسلح.

وامتنعت الولايات المتحدة عن التصويت على مشروع القرار النهائي الذي حث على اتخاذ خطوات للسماح «بإيصال موسع للمساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق» إلى قطاع غزة و«تهيئة الظروف اللازمة لوقف مستدام» للقتال.

«معركة.. معقدة»

وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الأحد أن ما لا يقل عن 166 فلسطينياً استشهدوا في القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية كما أصيب 384.

وأضافت أن ذلك يرفع العدد الإجمالي للشهداء والمصابين إلى 20424 قتيلاً و54036 مصاباً منذ السابع من أكتوبر.

ويُعتقد بأن آلاف الجثث الأخرى لا تزال تحت الأنقاض.

وأدى الصراع إلى نزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريباً.

ووصف يفتاح رون تال وهو قائد سابق للقوات البرية الإسرائيلية ساحة المعركة في غزة الواقعة وسط المباني بأنها «الأكثر تعقيداً وتحصيناً في العالم وتتطلب مشاة ودبابات ومدفعية وفرق مهندسين».

وقال لراديو الجيش «أعتقد أن ما يحدث الآن هو نتاج معركة صعبة في منطقة مكدسة وفي هذا النوع من المعارك تكون هناك للأسف خسائر كبيرة».

«القانون الدولي سقط»

تأمر إسرائيل السكان بمغادرة المناطق الشمالية من قطاع غزة، لكن قواتها تقصف أيضاً أهدافاً في الأجزاء الوسطى والجنوبية من القطاع الساحلي الصغير.

وفي رفح على الحدود الجنوبية للقطاع مع مصر قال مسعفون فلسطينيون إن ضربة جوية إسرائيلية على منزل قتلت شخصين.

وقال زياد، وهو مسعف وأب لستة أطفال، لرويترز عبر الهاتف «يطلبون من الناس التوجه إلى دير البلح (وسط غزة) حيث يقصفون ليل نهار».

وقال رمزي العايدي وهو من سكان غزة وحاصل على دكتوراه في القانون «هؤلاء أشخاص يعني الأصل بأن يكونوا آمنين في بيوتهم ومحميين بموجب القانون، لكن... القانون الدولي سقط... لو كانت إسرائيل هي من تقع مكان الفلسطينيين لقامت الدنيا ولم تقعد».

وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها دمرت خمس دبابات إسرائيلية في محيط جباليا مما أدى إلى سقوط أفراد طواقمها بين قتيل ومصاب بعد إعادة استخدام صاروخين غير منفجرين أطلقتهما إسرائيل في وقت سابق.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق طلقات خادعة في منطقة عيسى بمدينة غزة لاستدراج عشرات المسلحين إلى مبنى كان بمثابة مقر لحركة حماس في شمال القطاع.

وجاء في البيان أنه تم توجيه «طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي لضرب المبنى، والقضاء على الإرهابيين».

ونشر الجيش أيضاً مقطعاً مصوراً قال إنه يظهر أنفاقاً لحماس في منطقة عيسى.

وتتهم إسرائيل الحركة بحفر أنفاق وتأسيس منشآت عسكرية أخرى في المناطق التي يقطنها المدنيون لاستخدامهم دروعاً بشرية وهو ما تنفيه «حماس».

وقالت حركة حماس إنها فقدت الاتصال مع مجموعة مسؤولة عن خمسة من المحتجزين الإسرائيليين بسبب القصف الإسرائيلي. ووصف متحدث باسم الجيش الإسرائيلي البيان بأنه «إرهاب نفسي» من حماس.

وامتد الصراع إلى ما هو أبعد من قطاع غزة ليصل إلى أماكن منها البحر الأحمر حيث تهاجم حركة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران السفن بصواريخ وطائرات مسيّرة رداً على هجوم إسرائيل على غزة.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن الولايات المتحدة أسقطت أربع طائرات مسيرة انطلقت من مناطق يُسيّطر عليها الحوثيون في اليمن صوب مدمرة أمريكية في جنوب البحر الأحمر أمس السبت.

وأضافت أن ذلك يرفع عدد هذا النوع من الهجمات على حركة الشحن التجاري إلى 15.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن طائرة مسيرة انطلقت من إيران ضربت ناقلة كيماويات في المحيط الهندي أمس السبت.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن البريجادير جنرال محمد رضا نقدي مساعد قائد الحرس الثوري للشؤون التنسيقية قوله أمس إن البحر المتوسط ​​قد يُغلَق إذا واصلت الولايات المتحدة وحلفاؤها ارتكاب «جرائم» في غزة، دون أن يوضح كيف سيتم ذلك.