طهران تحشد بحراً... وهجمات الحوثي تشمل الأسطول الأميركي
مسيّرات وصواريخ مجنحة ومروحيات تنضم للبحرية الإيرانية
• استهداف «لابون» وناقلتي نفطي وإطلاق صاروخين في البحر الأحمر
في خضم المواجهة البحرية المفتوحة على كل الاحتمالات، عززت إيران، أمس، تشكيلاتها البحرية بصواريخ مجنحة يصل مداها إلى ألف كيلومتر ومسيّرات ضاربة ومروحيات استطلاع وغيرها من الأسلحة الجديدة، في وقت وسّع الحوثيون هجماتهم المستمرة منذ أسابيع على السفن المرتبطة بإسرائيل لتشمل الأسطول الأميركي في البحر الأحمر.
وبعد يوم من اتهام وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لطهران بمهاجمة ناقلة المواد الكيمياوية «كيم بلوتو» قبالة سواحل الهند بطائرة مسيّرة هجومية، كشف قائد البحرية الإيرانية شهرام إيراني، بحضور قائد الجيش اللواء عبدالرحيم موسوي في المنطقة الثالثة لمقر نبوت، عن «صاروخ كروز ذكي مداه أكثر من ألف كيلومتر يمكنه تغيير أهدافه أثناء المهمة».
وأوضح إيراني أن طائرات الاستطلاع، والمسيّرات، وصواريخ كروز من بين أسلحة جديدة أُضيفت إلى الترسانة البحرية بتصميم وإنتاج محلي.
وأفادت وكالة «مهر» بأن هذا الجزء من التعزيزات البحرية والأنظمة، التي كُشِف عنها، تمت إضافتها إلى الأسطول الجنوبي والمنطقة الثالثة للقوات البحرية للجيش في مقر نبوت.
وفي حين نفت طهران اتهامات البيت الأبيض بالتخطيط لهجمات جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة معها، على السفن التجارية في البحر الأحمر وتسليحها بالصواريخ والمسيّرات ومساعدتها استخباراتياً ومالياً، أسقطت القيادة المركزية الأميركية «سنتكوم»، ليل السبت ــ الأحد، 4 مسيّرات هجومية أطلقها الحوثيون باتجاه المدمّرة «يو إس إس لابون» في البحر الأحمر، مبينة أنهم أطلقوا أيضاً صاروخين بالستيين مضادين للسفن على خطوط الملاحة، من دون إصابة أيّ منها.
وفي اليوم نفسه، أكدت «سنتكوم» أن ناقلة النفط الغابونية «سايبابا»، التي ترفع علم الهند، أطلقت نداء استغاثة بعدما أُصيبت بطائرة مسيّرة من مناطق سيطرة الحوثيين أثناء إبحارها في البحر الأحمر، مشيرة إلى أنّ ناقلة مماثلة تدعى «بلامانين» وترفع علم النرويج استُهدِفت بدورها بمسيّرة أطلقها الحوثيون وكادت تصيبها.
وقبلها، أكدت القيادة الأميركية أنّ الناقلة «كيم بلوتو»، التي ترفع علم ليبيريا والمرتبطة بقطب الشحن الإسرائيلي عيدان عوفر، أصيبت أمس الأول قبالة سواحل الهند بـ «طائرة مسيّرة هجومية أُطلقت من إيران».
ووفق «البنتاغون»، شن الحوثيون في الفترة الأخيرة أكثر من 100 هجوم بطائرات مسيّرة وصواريخ استهدفت 10 سفن تجارية، ودفعت هذه الهجمات الموازية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كبرى شركات الشحن في العالم إلى تفادي مرور سفنها عبر البحر الأحمر، وتغيير مسارها عبر رأس الرجاء الصالح في أقصى جنوب القارة الإفريقية، على الرّغم من ارتفاع تكاليف هذه الرحلات الطويلة. ولاحقاً، اتهم المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبدالسلام البحرية الأميركية باستهداف طائرة استطلاع قبالة اليمن بـ «شكل هستيري» أدى إلى سقوط قذيفة بالقرب من سفينة تابعة لجمهورية الغابون آتية من روسيا، محذراً من أن «عسكرة البحر الأحمر لحماية سفن الكيان الصهيوني ستتسبب في جعله ساحة مشتعلة».
وفي وقت سابق، حذّر المسؤول في الحرس الثوري الإيراني محمد رضا نقدي من أنّ ممرّات ملاحية أخرى، أبرزها البحر الأبيض المتوسط وجبل طارق، ستصبح غير صالحة لحركة الشحن إذا لم توقف إسرائيل حربها في غزة، داعياً «أميركا وحلفاءها أن يتوقّعوا ظهور قوى مقاومة جديدة وإغلاق ممرّات مائية أخرى قريباً».
وبشكل متتابع، اعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان ونائبه علي باقري، أن جماعة الحوثي والمقاومة تمتلك أدوات قوتها، وتتصرف بناءً على قراراتها وإمكانياتها، لافتين إلى أن «تحالف البحر الأحمر (حارس الازدهار) خطأ استراتيجي لن يحل المشكلة في المنطقة، وإذا أرادت واشنطن منطقة آمنة لنقل الطاقة فعليها إيقاف دعمها لإسرائيل».