عودة المسرح الليبي تبكي الجماهير بعد غياب دام 15 عاماً
في حدث فني افتقدته ليبيا 15 عاماً، عادت فعاليات المهرجان الوطني للفنون المسرحية لتنفض غبار الصراعات السياسية، التي ألقت بثقلها على المسرح والفنانين في البلاد، وسط دموع الجمهور تأثراً بالحالة الفنية الرائعة على المسرح.
نظمت الدورة الثانية عشرة للمهرجان على خشبة 3 مسارح في طرابلس ومصراتة وجمعت رواد المسرح وممثلين من 11 مدينة من كل أنحاء ليبيا على مدى 10 أيام، واختتمت هذا الأسبوع، وحرص معظم الفنانين على تقديم عروض مسرحية تتناول الجانب الإنساني والحالة الاجتماعية التي يعاني منها الليبيون، خصوصاً منذ اندلاع الثورة، وما تلاها من انفلات أمني ومعاناة وصراعات وتراجع الحالة الاقتصادية والمستوى المعيشي في البلاد.
مسرحية «حسيتوها» قدمتها فرقة مسرح المرج «شرق» من تأليف يوسف مالاس وإخراج علي القديري، واحدة من العروض التي نالت استحسان الجمهور بشكل لافت حيث حضرها أكثر من 1000 شخص، وتناولت مشاهدها أوجاع الوطن وبطريقة صامتة في معظم فقراتها، وحظت بتفاعل معظم الجمهور الحاضر معها، كما انهمر البعض بالبكاء للتعبير النقي الذي قدمه الفنانون رغم أنهم كانوا يقدمون عرضهم بالإيماءات والأصوات، لكنها أوصلت كل المعاني للجمهور.
شارك في المهرجان أكثر من 60 مسرحياً وفناناً، إلى جانب تسجيل مشاركة العشرات من المخرجين والمؤلفين الليبيين.
من جهته، اعتبر رئيس الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون عبدالباسط بوقندة أن الهدف هو إعادة إطلاق الحركة المسرحية بدون توقف وتجاوز الصراعات، مضيفاً أن عجلة المسرح ابتداء من اليوم لن تتوقف، وسيواصل الفنانون من مختلف البلاد تقديم عروضهم».
بدورها، عبرت سلوى المقصبي المسرحية والممثلة التي جاءت من بنغازي بشرق ليبيا، للمشاركة في عمل مسرحي بعنوان «ناج لم ينجُ» عن سعادتها بالمشاركة في المهرجان قائلة «المسرح يجمع ولا يفرق، وسينجح في ما فشل فيه الساسة».