تابعت بحزنٍ شديد الكلمات التي كُتبت، في أغلب أجهزة إعلام الكويت، في رثاء العزيز محمد السنعوسي؛ والتي جادت بها قرائح أنفس من أفجعتهم وفاة الإنسان العزيز على أنفسهم، ولمّا كنت مصاحباً لـ «أبي طارق» منذ عقود، ولي معهُ - يرحمهُ الله - تاريخ طويل من الذكريات يصعُب حصرها في مقالٍ صغير، فقد دهمتني الحيرة وتزاحمت بذهني تساؤلات من مثل؛ من أين يجب أن أبدأ؟ والكتابة في رثاء - صديقي - ستعكس حالتي النفسية والعاطفية، لا سيما أنني كنت مستسلماً لنوباتٍ من البكاء، لما بيننا من قواسمٍ مُشتركة كثيرة، سأفتقدها، لكنني لمّا قرأتُ ما كُتب عن الفقيد في الإعلام العربي، وجدتُ أنه من المناسب أن أشير إلى بعض ما كُتب عنه:
فقد كتب الأديب والمخرج السينمائي ناصر الظاهري في جريدة الاتحاد الظبيانية:
«أحياناً حين ننعى شخصاً قدّم دوراً مهماً، ريادياً، وخدم وطنه ومجتمعه طوال حياته، فإننا ننعى الأخلاق التي تذهب معهُ، والقيم التي كان يحملها، وزخم المعارف التي استقرت في وجدانه، وذلك الوعي الكبير والعميق بحبه للوطن، والانتماء الصادق لشرف المهنة، وسمو المبادئ، فكيف إذا كان المنعيّ واحداً بقامة محمد ناصر السنعوسي»؟!
وأضاف: «يكفينا في عُجالة أن نُذكّر من لا يعرف ولا يتيقن، ولا يذكر أن السنعوسي كان تلفزيون الكويت في وقته شعاعاً معرفياً، ثقافياً، فنياً، حفظ الكثير لنا، ووثّق الكثير لنا، ولولاه لغابت أغاني ناظم الغزالي، ولولاه لما حُفظت أغانٍ نادرة لعبدالحليم حافظ، ولولاه لما كانت النهمات وأغاني البحر. كان يمكن أن يُدفن كل ذلك التراث الأصيل لولا السنعوسي، وتلفزيون الكويت في عهده، كان يبثّ المسرحيات الرائعة، والتمثيليات، والسباعيات، والمسلسلات، والأوبريتات، ناهيك بالبرامج السياسية التي كانت تدور في سقفٍ من الحرية المسؤولة، ويشارك فيها ألمع المثقفين العرب».
«تلفزيون الكويت يضمّ أرشيفاً ثرياً جداً، والسنعوسي له الفضل الأول في إنتاج فيلم الرسالة، وله أفضال على الكثير من الإعلاميين، وعلى الأجيال الجديدة منهم».
وكتب أيضاً: «السنعوسي لم تهمّه الوزارة، أي وزارة الإعلام، بقدر ما كان يهمه التلفزيون، لم يهمّه العمل السياسي بقدر ما كان يهمّه النشاط الثقافي والفني، ثم العمل الوطني، لم تهمّه المناصب بقدر ما كان يهمّه العمل الجماهيري، إنه أحد مؤسسي (افتح يا سمسم)، وفرقة التلفزيون... تلفزيون الكويت في عهده كان ورشة عمل فني ثقافي متجدد، شملت الوطن العربي... كم سنفتقدك يا أبا طارق».
***هناك بالطبع الكثير مما لم أتمكّن من نقله، لكنه عبّر عن الكثير مما كنت أنوي التطرّق إليه... ولكن ما سأكتبه عن صديقي محمد السنعوسي يحتاج منّي أن أستعيد توازني، ثم أكتب بإذن الله.
فقد كتب الأديب والمخرج السينمائي ناصر الظاهري في جريدة الاتحاد الظبيانية:
«أحياناً حين ننعى شخصاً قدّم دوراً مهماً، ريادياً، وخدم وطنه ومجتمعه طوال حياته، فإننا ننعى الأخلاق التي تذهب معهُ، والقيم التي كان يحملها، وزخم المعارف التي استقرت في وجدانه، وذلك الوعي الكبير والعميق بحبه للوطن، والانتماء الصادق لشرف المهنة، وسمو المبادئ، فكيف إذا كان المنعيّ واحداً بقامة محمد ناصر السنعوسي»؟!
وأضاف: «يكفينا في عُجالة أن نُذكّر من لا يعرف ولا يتيقن، ولا يذكر أن السنعوسي كان تلفزيون الكويت في وقته شعاعاً معرفياً، ثقافياً، فنياً، حفظ الكثير لنا، ووثّق الكثير لنا، ولولاه لغابت أغاني ناظم الغزالي، ولولاه لما حُفظت أغانٍ نادرة لعبدالحليم حافظ، ولولاه لما كانت النهمات وأغاني البحر. كان يمكن أن يُدفن كل ذلك التراث الأصيل لولا السنعوسي، وتلفزيون الكويت في عهده، كان يبثّ المسرحيات الرائعة، والتمثيليات، والسباعيات، والمسلسلات، والأوبريتات، ناهيك بالبرامج السياسية التي كانت تدور في سقفٍ من الحرية المسؤولة، ويشارك فيها ألمع المثقفين العرب».
«تلفزيون الكويت يضمّ أرشيفاً ثرياً جداً، والسنعوسي له الفضل الأول في إنتاج فيلم الرسالة، وله أفضال على الكثير من الإعلاميين، وعلى الأجيال الجديدة منهم».
وكتب أيضاً: «السنعوسي لم تهمّه الوزارة، أي وزارة الإعلام، بقدر ما كان يهمه التلفزيون، لم يهمّه العمل السياسي بقدر ما كان يهمّه النشاط الثقافي والفني، ثم العمل الوطني، لم تهمّه المناصب بقدر ما كان يهمّه العمل الجماهيري، إنه أحد مؤسسي (افتح يا سمسم)، وفرقة التلفزيون... تلفزيون الكويت في عهده كان ورشة عمل فني ثقافي متجدد، شملت الوطن العربي... كم سنفتقدك يا أبا طارق».
***هناك بالطبع الكثير مما لم أتمكّن من نقله، لكنه عبّر عن الكثير مما كنت أنوي التطرّق إليه... ولكن ما سأكتبه عن صديقي محمد السنعوسي يحتاج منّي أن أستعيد توازني، ثم أكتب بإذن الله.