قال تقرير أسواق النقد الأسبوعي الصادر عن بنك الكويت الوطني، إن مؤشر الدولار الأميركي حافظ على مساره الهبوطي، وأنهى تداولات الأسبوع مغلقاً عند 101.71 نقطة، بعد الانخفاض الحاد الذي شهده في أعقاب الخطاب الحذر الذي ألقاه رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي «البنك المركزي الأميركي» جيروم باول.

وساهم هذا التراجع في تعزيز أداء بعض العملات من نظراء الدولار، إذ اكتسب الجنيه الإسترليني واليورو زخماً مقابل الدولار، لينهيا تداولات الأسبوع عند مستوى 1.1010 و1.2700 على التوالي.

Ad

في حين شوهد زوج العملات الدولار الأميركي مقابل الين الياباني عند مستوى منخفض بلغ 140.9 هذا الشهر، وهي مستويات لم نشهدها منذ أغسطس، ذلك الانخفاض الذي جعل بنك اليابان يشعر بالراحة واتخاذ قرار بإبقاء أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماع السياسة النقدية الأخير الذي عقد في وقت سابق من هذا الأسبوع.

ويبدو أن تراجع الدولار تزامن مع انخفاض سوق السندات، إذ تراجعت عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى نحو 3.84%، وسط اتجاه السوق للرهان على خفض أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة.

وتتوقع ثلاث مؤسسات مالية كبرى استمرار مكاسب الدولار في 2024، على الرغم من التخفيض الذي بات محسوماً لأسعار الفائدة الأميركية من بنك الاحتياطي الفدرالي الأميركي بما يصل إلى 75 نقطة أساس.

وتعتبر «جي بي مورغان» و«HSBC» و«فيديلتي إنترناشيونال» (FIL) من الأسماء القليلة التي ترى أن مكاسب الدولار مستمرة العام المقبل، رغم التخفيض الذي بات محسوماً بالفائدة الأميركية، بما يصل إلى 75 نقطة أساس في 2024، حسبما أشار إليه الاجتماع الأخير للفدرالي في 2023، وبما يصل إلى 150 نقطة أساس، حسبما يعتقده المتداولون في استطلاع تم بمنتصف ديسمبر.

وتستند هذه المؤسسات إلى قدرة الاقتصاد الأميركي على تحمل أسعار الفائدة المرتفعة، وهي ميزة لا تحظى بها العديد من الاقتصادات العالمية الأخرى، التي قد تواجه ركوداً اقتصادياً إذا استمرت معدلات الفائدة فيها عند مستوياتها الحالية.

وقد يحتم على هذه الاقتصادات، ومنها الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، تخفيض الفائدة بوتيرة قد تكون أسرع من الولايات المتحدة، ما سيبقي على الفائدة الأميركية أعلى من نظيراتها، ويدعم الدولار، مجدداً، كالعملة الأكثر كرماً بعوائد الفائدة.

ويرى الرئيس العالمي لأبحاث العملات في «HSBC» بول ماكيل أنه «من المثير للدهشة أن يكون الإجماع هو أن الدولار الأميركي سيكون الخاسر في 2024».

وذلك في رأي يتفق معه جورج إفستاثوبولوس مدير المحافظ من فيديليتي، الذي يعتقد أن «أوروبا وبريطانيا الأقرب للركود، ما سيصب مجدداً في مصلحة الدولار باعتباره ملاذاً آمناً».

ويرى رئيس استراتيجيات عملات مجموعة العشر في «مورغان ستانلي» ديفيد أدامز أن «فكرة استمرار قوة الدولار فترة أطول مدعومة بتفوق الاقتصاد الأميركي وفق مجموعة من المعايير» ما سيبقى أساسياً لقوة العملة الخضراء.

بينما يرى «جي بي مورغان» أن مكاسب الدولار ستأتي أساساً من استمرار التوترات الجيوسياسية عالمياً. ومع اقتراب الانتخابات الأميركية، يترقب المتداولون استطلاعات الرأي، التي ستتوالى على مدار العام، فيما إذا كان الرئيس المقبل للولايات المتحدة سيكون جمهورياً أم ديموقراطياً.