يصوت الإيرانيون مطلع مارس المقبل لانتخاب مجلس خبراء جديد، سيختار وفقاً لمراقبين، خليفة المرشد الأعلى علي خامنئي، باعتباره السلطة السياسية والدينية الأقوى، فيما تدور خلف الكواليس نقاشات حادة حول «أخطر» قرار سيتخذه الناخبون.

وقال مسؤول محافظ سابق، لموقع «ميدل إيست آي»: «السباق لخلافة خامنئي بدأ بالفعل وهو محتدم جداً»، مشيراً إلى أن مجلس الخبراء يتألف من 88 من الفقهاء ورجال الدين، يتولون تعيين المرشد الأعلى والإشراف عليه وإقالته.

Ad

وذكرت تقارير إعلامية أن 510 أشخاص ترشحوا لهذه الانتخابات التي تجري كل ثماني سنوات، لكن مجلس صيانة الدستور، المسؤول عن فحص المرشحين، استبعد عدداً كبيراً من الإصلاحيين بينهم شخصيات قيادية، كحسن الخميني، حفيد مؤسس الجمهورية، الذي يحتفظ بعلاقات وثيقة مع الإصلاحيين.

وقال مصدر من المعسكر الإصلاحي، إن علي أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي كان رئيساً لمجلس صيانة الدستور لفترتين وعضواً في مجلس الخبراء، خطط لإعداد حسن الخميني لخلافة خامنئي في حال وفاته، لكن المجلس رفضه وأحبط خطط رفسنجاني.

ومن بين المرشحين الرئيس الإصلاحي السابق حسن روحاني والرئيس المحافظ الحالي إبراهيم رئيسي، وكلاهما يسعى لولاية ثالثة في مجلس الخبراء.

وأمام عدم ترشح الرئيس الحالي لمجلس الخبراء أحمد جنتي، (97 عاماً)، تظهر أسماء أخرى بينها خطيبا جمعة طهران أحمد خاتمي وقمّ هاشم بوشهري ورئيس الندوات الدينية أحمد عرفي.

ورجح مسؤول إصلاحي، أن روحاني سيشارك بالانتخابات «بعد أن حصل على الضوء الأخضر من مسؤول كبير»، فيما حذر الناشط محمد مهاجري من «استبعاده لأن الهجمات ضده قد بدأت بالفعل».

وأشار أن «واعظاً أصولياً معروفاً أطلق في خطبة بمسجد يتردد عليه قادة الحرس الثوري أسوأ الصفات ضد روحاني، واتهمه بأنه يفتقد للمعرفة الدينية وأنه كان جاسوساً للبريطانيين».

وبعد أيام من إعلان ترشحه، اعتبر روحاني أن الولاية الجديدة لمجلس الخبراء «أكثر أهمية من الحالية. نسأل الله العمر الطويل والمزيد من النجاح للمرشد الأعلى، ولكن كلما مر الوقت، كلما زاد احتمال أن يأتي اليوم الذي سيضطر فيه أعضاء المجلس إلى النقاش حول انتخاب المرشد». وأثار خطاب روحاني انتقادات شديدة من المحافظين وتمنى بعضهم «رؤيته يموت قبل خامنئي».

من جهته، ذكر عضو مجلس الخبراء محسن أراكي مؤخراً أنه من المستحيل عملياً أن ينتخب المجلس أجنبياً لمنصب المرشد الأعلى. وذلك رداً على الشائعات في الدوائر السياسية بشأن احتمال انتخاب زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله لمنصب المرشد الأعلى.

ومع ذلك، فإن الاختيار الأكثر واقعية هو نجل خامنئي نفسه، مجتبى، الذي ينشط جداً خلف الكواليس وتم ذكره دائماً باعتباره المرشح النهائي المحتمل.

وتقبل إيران على هذه الانتخابات المهمة وسط أزمة اقتصادية خانقة بعد أن رفض نواب مجلس الشورى في خطوة غير مسبوقة، مشروع موازنة حكومة رئيسي تأكيداً لخبر «الجريدة» الذي أشارت فيه إلى أن المعارضة للموازنة تتصاعد بسبب الضرائب العشوائية، ومطالبة رئيسي بميزانية فرعية سريّة ضخمة لصرفها في المجالات الأمنية والعسكرية، وصفها مراقبون بأنها «خرافية» لأنها تضمنت زيادة تعادل 6.5 مليارات دولار على الميزانية السرية للقوات المسلحة.