أعلنت شركة المركز المالي الكويتي «المركز» تثبيت وكالة التصنيف الائتماني «كابيتال إنتليجنس» تصنيف سندات «المركز» غير المضمونة المستحقة بعد 5 سنوات بقيمة 35 مليون دينار كويتي عند الدرجة الاستثمارية BBB، وبنظرة مستقبلية مستقرة.
وقالت الشركة إن التصنيف الائتماني من «كابيتال إنتليجنس» يعود إلى الجدارة الائتمانية التي يتمتع بها «المركز»، وتتجسد في المقاييس المالية المرنة لناحية السيولة والجدول الزمني الجيد لاستحقاق الديون، مع نهاية أكتوبر 2023، والتخفيض الكبير في حجم الاقتراض من البنوك مع تميّز «المركز» بالرافعة المالية المعتدلة.
في التفاصيل، اعتمدت الوكالة أيضاً عوامل داعمة أخرى، مثل: ارتفاع حجم الأصول غير المرهونة والحفاظ على التسهيلات البنكية الكبيرة. ويعكس التصنيف أيضاً قوة العلامة التجارية «للمركز» والسمعة الجيدة التي يتمتع بها على مستوى المنطقة، لا سيّما في الكويت، كما يمثل شهادةً بأداء فريقه المتمرس الذي نجح بشكل كبير في دعم أداء «المركز» في خضم الأوقات الصعبة التي تمر بها أسواق المال.
ويمتلك «المركز» قاعدة أصول محدودة، لكنه يملك سمعة مرموقة ووصفه بأنه أحد أهم مديري الصناديق في دولة الكويت. وعلى الرغم من الانخفاض الطفيف في قيم الأسهم التي تواكب الحركة العامة لأسواق المال، فإن ما يمتلكه من الاستثمارات المالية يتجاوز نصف قاعدة الأصول، في نهاية النصف الأول من العام 2023، والشطر الأكبر من هذه الاستثمارات في دولة الكويت، مع تركيز على المؤسسات المالية والقطاع العقاري.
وهناك نسبة كبيرة من هذه الاستثمارات المالية في الصناديق والمحافظ التي يديرها «المركز». كما تتميز المحفظة بالسيولة وهو ما يتضح من ارتفاع نسبة استثمارات القيمة العادلة من المستوى 1 والمستوى 2.
ومع تصنيف هذه الاستثمارات بالقيمة العادلة خلال الأرباح والخسائر، فإنها تستمر في تعريض «المركز» لتقلبات سوق المال المحتملة.
وعلى مدار الأعوام الماضية، عزز «المركز» مكونات محفظة الاستثمارات العقارية والاستثمارات في مختلف المشاريع العقارية بمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي كذلك في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا.
ووسط ضعف أداء أسواق المال وتحسن أوضاع سوق العقارات، خصوصاً الخليجية، بدأ «المركز» التصرف في عدة عقارات خلال عام 2022 والنصف الأول من 2023.
ومع تصفية أحد الصناديق العقارية، تراجعت فئة العقارات الاستثمارية كأحد الأصول لتمثل 12.9% من إجمالي الأصول مع نهاية النصف الأول من العام 2023، بعد أن كانت تمثل أكثر من الثلث في نهاية العام 2022.
وبيعت العقارات التي كانت تندرج في بند «أصول للبيع». وتتعلق فئة الأصول الرئيسية الأخرى باستثمارات «المركز» في الشركات الزميلة. وهي تتألف إلى حد كبير من صندوقين (أحدهما الصندوق العقاري الذي تمت تصفيته) تديرهما الشركة.
ولفتت «كابيتال إنتليجنس» إلى أن أصول «المركز» تتميز بانتشارٍ جغرافي جيد. وتمول أصول الشركة من خلال حقوق الملكية ومستوى معتدل من القروض.
وتوسعت قاعدة حقوق الملكية إلى حد كبير من خلال استبقاء الأرباح. ولكن إجمالي حقوق الملكية تقلص في الفترات الأخيرة حيث كانت توزيعات الأرباح ومتغيرات سلبية تعلقت بتراجع في ملكية الشركات التابعة أكبر من الأرباح. وكانت نسبة توزيع الأرباح أعلى بدرجة لافتة في العام 2022 مقارنة بالعام السابق. والأرجح أن يستمر ضعف توليد رأس المال الداخلي بالنظر إلى اتباع «المركز» لسياسة سخية في توزيع الأرباح.
وبحسب تقرير «كابيتال إنتليجنس»، حافظ «المركز» على التزامه بسداد الديون في عام 2022 والنصف الأول من عام 2023 من خلال الإدارة الفعالة للتدفقات النقدية، وتحسين الجدول الزمني لاستحقاق الديون، والحفاظ على مستوى جيد من السيولة.
وتعتبر مخاطر إعادة التمويل معتدلة نظراً لقدرة «المركز» إلى الوصول إلى سوق المال، مدعومة بالعلامة التجارية الراسخة «للمركز»، وسمعته الطيبة في السوق، والحجم الكبير لأصوله غير المرهونة.
وأبرزت «كابيتال إنتليجنس» استمرار «المركز» في إظهار مقاييس السيولة الجيدة بالنظر إلى المحفظة الكبيرة للأوراق المالية المدرجة والصناديق المدارة، والمستوى الجيد للنقد والودائع. وعلاوة على ذلك، كان مستوى عدم تطابق الأصول والمطلوبات إيجابياً. ويلتزم «المركز» بشكل جيد بالمتطلبات المالية لبنك الكويت المركزي فيما يتعلق بالسيولة والرافعة المالية، مع نهاية النصف الأول من العام 2023.
وأشارت «كابيتال إنتليجنس» إلى أن حجم الأصول تحت الإدارة في «المركز» شهد المزيد من التعافي خلال 2022 والنصف الأول من 2023.
ويتعلق الشطر الأكبر بالصناديق والمحافظ ثم الاستثمارات العقارية. وتتركز الأصول تحت الإدارة في دول مجلس التعاون الخليجي، ويتصل أكثر من ثلثها بالهيئة العامة للاستثمار. وانتعشت أتعاب الإدارة والعمولات خلال 2022 ولكنها تراجعت في النصف الأول من 2023، في انعكاس للتقلب في أداء أسواق المال. كما كانت الإيرادات المتكررة الأخرى المتعلقة بإيرادات توزيعات الأرباح والفوائد محدودة إلى حد ما. ومع ذلك، فإن هذه الإيرادات المتكررة تشكل أكثر من ثلثي الدخل التشغيلي، بما يدعم جودة الإيرادات.
هذا، ويعني استقرار النظرة المستقبلية أرجحية أن يبقى التصنيف دون تغيير خلال الأشهر الاثني عشرة المقبلة. وتوازن النظرة المستقبلية بين التحديات المتعلقة بتأثير تقلبات أسواق المال والوضع المالي السليم «للمركز» بشكل عام وجودة السيولة وقوة العلامة التجارية والسمعة الجيدة على مستوى أسواق المنطقة.