أي الناديين تشجع؟
لا مكان للكلام عن السياسة الكويتية الداخلية، فلا أحد يعرف ماذا سيحدث من تغيرات على خريطة القادم غير «أهل البخاصة» من أصحاب السلطة المشيخية، وحتى هؤلاء لا يعرف أكثرهم البير وغطاه، بل قلة منهم، وحتى هذه «القلة» لا تدري عن المرجح المستقبلي، بل هي تتمنى وتحلم أن يكون لها نصيب كبير في عالم الحكم... لندع الأمور تسير على البركة ومصادفة الأقدار.
يبقى هناك نصيحة مهمة وجهها التيار التقدمي إلى فرق التشجيع السياسية في مباريات فرقها الممتدة المملة من بداية خلق الدولة العشائرية، إذ دعا بيان التيار إلى عدم المراهنة على هذا الفريق أو ذاك في نزاعات الاستئثار على القدر الأكبر من السلطة، «... فقد عانت الكويت (من بيان التيار التقدمي) طويلاً من الآثار السلبية الوخيمة لهذا التنافس والصراع على وضع الدولة والحياة السياسية، مما أدى إلى تراجع أحوال البلاد وتخريب المؤسسات وخرق القوانين، وتفشي الفساد واستغلال النفوذ والتنفيع وشراء الولاءات... وانتشار الواسطة والمحسوبية...».
ليت فرق المشجعين السياسيين ببساطتهم وسذاجتهم وعدم إلمامهم بالتاريخ، سواء كانوا من حزب «لا للرئيسين» أو من الحزب المناوئ رافع شعار «لدينا أفضل حكومة وأفضل مجلس متعاون» ــ قبل استقالة حكومة الشيخ أحمد النواف- أن يتمهلوا في أحكامهم ولا يتسرعوا في التهليل والتصفيق لهذا النادي أو ذاك، فكلاهما «صابون» آخر الأمر في نهج الدولة شبه الديموقراطية ونظامها الريعي وسلطاتها المتدروشة التي تخشى التغيير ومواكبة التحديث السياسي والتنمية الاقتصادية.
لن يحدث جديد في دنيا سيفوه وخلاجينه، طالما لا يوجد استعداد لتقبل ألم التغيير ومعاناته عند أهل الحكم وشعبهم. ستظل حكمة «الهون أبرك ما يكون» هي السائدة، وستظل الأمور على عادتها ماشية سماري... ادعوا صفية لتسحب الغطاء على سعد زغلول الكويتي.