رئيسي يخشى اغتياله... وخامنئي يرد على واشنطن عملياً
الحرس الثوري زوّد «حزب الله» والحوثيين بزوارق وغواصات لإغلاق ممرات الملاحة
• ضربات إسرائيلية تقتل رئيس أركان الحرس الثوري في سورية وأقدم قادته الميدانيين
بالتزامن مع مخاوف واسعة من اندلاع مواجهة كبرى على عدة جبهات في المنطقة، وفي تطور إيراني داخلي، تلقى الرئيس إبراهيم رئيسي تحذيرات أمنية من إمكانية اغتياله، في حين أمر المرشد الأعلى علي خامنئي بالرد على التهديدات الأميركية بإنذارات عملية.
وقال مصدر بمكتب الرئيس الإيراني لـ «الجريدة»، إن الأجهزة الأمنية طالبت رئيسي بتوخي الحذر في تحركاته، بعد أن حصلت على معلومات تفيد بأن منظمة «مجاهدي خلق» المعارِضة تجهّز، بالتعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية، لاغتياله.
وأوضح المصدر أن هذه المعلومات دفعت رئيسي لزيارة مدينة برند، الجمعة الماضي، برفقة أكثر من 500 عنصر أمني وسط إجراءات مشددة حالت دون مشاركة أيّ من الجماهير.
وأظهر إصرار الأجهزة الأمنية على منع مشاركة سكان مدينة برند، التي تمثل، بالإضافة إلى مناطق فقيرة أخرى، عصب قدرة النظام الإيراني على الاستمرار، حجمَ القلق من حدوث اختراق، خصوصاً وسط الأوضاع الاقتصادية المتردية، وتخبّط الحكومة في حل المشاكل المعيشية التي ضاعفتها الضرائب العشوائية.
وانعكست فجوة الأزمة الاقتصادية بين الحكومة وعامة الشعب بشكل حضور باهت في تظاهرة رسمية داعمة للشعب الفلسطيني. ووُصِف الحضور في التظاهرة بـ «الأضعف» منذ الثورة الإسلامية ووضع في خانة معارضة الحكومة، حتى من أنصار التيار الأصولي، رغم أن عامة الإيرانيين، حتى التيارات المعارِضة، يناصرون أهل غزة في محنتهم.
ومع تأكيد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان ليل السبت ــ الأحد خبر «الجريدة» الخميس الماضي بشأن تلقي طهران رسالة تهديد من واشنطن بأنها على استعداد لتوسيع حرب غزة إلى مواجهة مباشرة معها ووكلائها في المنطقة، كشف مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي عن أوامر تلقاها الجيش من المرشد الأعلى علي خامنئي بالرد على التهديدات الأميركية برسائل إنذار عملية.
وبحسب المصدر، الذي تحدث لـ «الجريدة»، فإن الهجوم على السفينة الإسرائيلية غرب الهند، السبت الماضي، وتهديدات الحرس الثوري بإغلاق البحر المتوسط ومضائق أخرى جاءت ترجمة لمطالب خامنئي.
ووسط التساؤلات عن كيفية تنفيذ أوامر المرشد، خصوصاً المتعلقة بالمناطق البعيدة عن النفوذ الإيراني، أوضح المصدر أن الحرس الثوري سلّم زوارق وغواصات صغيرة يمكنها حمل مسيّرات وصواريخ وطوربيدات إلى «حزب الله» بلبنان والحوثيين في اليمن.
وذكر أن الغواصات تمت صناعتها بتقنية مكنتها بالفعل من التخفي والإفلات من أجهزة الرصد الأميركية والإسرائيلية بهدف نقل وتهريب الأسلحة للمقاومة بغزة وللجماعة اليمنية، مبيناً أن الطوربيدات يمكن إطلاقها دون الحاجة لأن تطفو الغواصة «الشبح» على سطح المياه خلافاً للطائرات المسيّرة التي تحتاج دقائق معدودة لإطلاقها من السطح.
وأشار إلى أن الاستخبارات الأميركية على علم بتمكّن إيران من تصنيع تلك الغواصات محلياً، وبقدرتها على توجيه رد موجع وباهظ في حال شنّ أي عمل عدواني ضد مصالحها.
وفي تطور ينذر بتسريع المواجهة الإقليمية، استهدفت ضربات إسرائيلية موقعين على أطراف دمشق أولهما قرب منطقة السيدة زينب، إذ أسفر عن مقتل أقدم قادة الحرس بسورية رضا موسوي، والذي كان مقرباً من قائد فيلق القدس الراحل قاسم سليماني.
وعلى الفور، أقر الحرس باغتيال أحد مستشاريه العسكريين القدامى بسورية، متوعداً «الكيان الصهيوني بدفع ثمن جريمته».
وفي اليمن، أعلن وزير دفاع الحوثيين محمد العاطفي أنه لا خطوط حمراء أمام صنعاء، ومدى الأسلحة الاستراتيجية أبعد مما هو متوقع، مضيفاً: «نمسك وبكل جدارة بحق اليمن في الإطلالة الجيوستراتيجية على مضيق باب المندب وخليج عدن وجنوب البحر الأحمر وعلى البحر العربي، وكل سفن العالم ستكون آمنة وستحظى بالحماية، عدا الصهيونية».
وفي العراق، أعلنت مديرية مكافحة الإرهاب بإقليم كردستان أمس، استهداف القاعدة العسكرية الأميركية بمطار أربيل بطائرة مسيّرة مفخخة دون وقوع أي إصابات بشرية.