هل النجاح يبدأ من الغش الدراسي؟!

نشر في 27-12-2023
آخر تحديث 26-12-2023 | 19:03
 د. محمد الدويهيس

هناك بعض الشخصيات السياسية التي لا تقوم بواجباتها ومهامها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتوعوية بشفافية وشرف ونزاهة، بل إنها تمارس مهامها وواجباتها بأسلوب الغش والتضليل والخداع مثلها مثل الطالب الذي يقوم في كل فصل دراسي بممارسة كل أشكال الغش والتضليل والخداع التكنولوجية الحديثة لاجتياز الاختبارات الدراسية!!

ففي كل عام دراسي يمارس هذا الطالب أساليب جديدة وحديثة في الغش كي يترقى من مرحلة دراسية إلى أخرى، حتى يصل إلى مرحلة التوظيف، حيث يقوم بممارسة أسلوبه المعتاد حتى يتجاوز الاختبارات التحريرية ويستخدم أساليب التدليس والواسطة والنفاق لاجتياز المقابلات الشخصية، وعندما يتم تعيينه يبدأ بممارسة مهامه الوظيفية بالأسلوب نفسه الذي تعود عليه في مراحله الدراسية!! واللافت للنظر أن هذا الطالب الغشاش يترقى بشكل سريع ولافت للنظر في ظل تعجب زملائه وتحسر منافسيه!

يكرر هذا الموظف والطالب الغشاش خلال مسيرته الوظيفية أسلوب الغش والخداع والنفاق الاجتماعي حتى وصوله إلى سن التقاعد!! والأدهى والأمر أنه بعد حصوله على حق التقاعد من الوظيفة في سن مبكر يفكر في الدخول في مجال السياسة والتجارة طمعاً في المزيد من المال والسيطرة والنفوذ! ويكرر أسلوب الغش نفسه والخداع والتضليل الذي استخدمه في المراحل الدراسية والوظيفية في مجال السياسة والتجارة مستفيداً من الخبرة والعلاقات الشخصية والنفوذ الذي اكتسبه خلال السنوات الماضية!!

المصيبة أنه عندما يعمل في مجال التجارة فإنه يمارس كل أشكال الغش التجاري، وعندما يدخل في مجال السياسة فإنه يمارس كل أساليب الظلم والاضطهاد والتضليل بما يملكه من سيطرة ونفوذ مستفيداً من علاقاته وخبراته، ومبرراً أسلوبه الإجرامي ومهاجماً من ينتقده وواصفاً إياه بأنه مسكين ولا يعرف حقيقة البشر، ولا يجيد التعامل مع الحياة الواقعية، ولا يعرف من أين تؤكل الكتف!! بل إنه يستهزئ بمن لم يسر على نهجه الدراسي وأسلوبه الوظيفي المتلون وإدارته السياسية المنحرفة والظالمة وطريقته التجارية الفاسدة ناعتاً إياه بأنه جبان وضعيف ومتردد في اتخاذ القرار ولا يعرف كيف يقتنص الفرص!!

فهل نكافح ونقاوم أساليب الغش الدراسي من الصغر أم نرضى بنهج وأسلوب صاحبنا الطالب الغشاش للنجاح بالدراسة وممارسة التجارة والأعمال الإدارية والسياسية الظالمة مع تحقيره وتقزيمه لدور الشرفاء الأمناء والمخلصين والحط من منزلتهم ومواقفهم النزيهة؟! وهل أصبح هذا النهج والأسلوب الفاسد أسلوباً مقبولاً في ظل الدعوة إلى حوكمة المؤسسات والهيئات والجهات والإدارات والأجهزة الحكومية؟!

ودمتم سالمين.

back to top